بسم الله الرحمن الرحيم
الاعمدة
هناك تعريفات متعددة للعمود :
العمود في العمارة هو كل قطعة تزيد طولها أكثر من عشر مرات علي طول قطرها
الأصغر ، و تكون متحملة لقوة الضغط .
العمود في المنشآت : هو دعامة رأسية و يقال أعمدة البناء اي جعل له عماداً .
و يري البعض ان العمود هو عبارة عن قائم مستقيم ، قد يكون قطاعه مربعاً او مستطيلاً او
مستديراً او بيضاوياً ، وهو العنصر أو العضو الإنشائي الحامل للكمرات و البلاطات و
الأحمال الثابتة و المحركة في المنشأت ، حيث بني من الحجر أو الطوب أو الخرسانة أو
الخشب أو المعادن و يصمم مقاس قطاعه طبقاً للأحمال الواقعة عليه .
طريقة البناء : كان المعماري يحفر خندق ذو اتساعه مناسب جداً ويملاء قاع هذا الخندق
بارتفاع 5،0 م بالرمال الجافة ، فتمنع هذه الرمال انتشار الحركات الجانبية الناتجة عن
الاحمال العلوية ، ثم انهم كانوا يضيفون طبقة رقيقة من الاحجار فوق طبقة الرمال السابقة ،
ثم يضيفون بعد ذلك كتل حجرية باشكال مختلفة ، يعود بعضها لمباني سابقة .
ويتكون العمود من
القاعدة base : وهي الجزء السفلي من العمود الذي يحمل بدن العمود وهي نقطة ارتكاز
بدن العمود علي الارض ، ويري الباحثين ان الغرض الرئيسي من قاعدة العمود هو توزيع
كم اكبر من قوة الضغط القادمة من اعلي ، وحفظ الاعمدة من الرطوبة و المياه سواء كانت
مياه فيضان او مياه جوفية .وانه اذا اختلفت ابدان الاعمدة في المقاسات امكن من خلال تلك
القواعد تعويض ذلك الاختلاف بالتطويل او التقصير في القاعدة ذاتها .
وقد وضعت بلاطة مربعة اسفل القاعدة في حالات نادرة ربما كان الغرض منها الحصول
علي ارضية صلبة متينة ترتكز عليها القاعدة ، ويري البعض ان فكرة انشاء قاعدة للعمود ما
هي الا ابتكار روماني واطلقوا عليها " كرسي " .
والبدن shaft : ذلك الجزء الممتد من قاعدة العمود حني تاجه وهو صلب الارتكاز الرأسي
واختلفت اشكال وخامات ابدان الاعمدة ، ويجب التأكيد علي فكرة هامة وهي ان كان يحدد
ماهية ونوعية ومسمي الاعمدة هما عنصران معماريان هما شكل البدن ونوعيته و نماذج
التيجان وزخارفها .
التاج Capital : هو قمة العمود زغالبا ما يوجد التاج فيما بين رجل العقد من اعلي وبدن
العمود من اسفل ، وقد يوجد بين الطبلية وبدن العمود ، واهم وظائف التاج هو اضفاء المزيد
من الثبات للعمود .
الوسادة :
هي عبارة عن ذلك الجزء الحجري الذي يفصل بين قمة التيجان وبين الاعتاب العليا الافقية ،
من كتلة واحده و يظهر بشكل مكعب حجري .
العتب :
فهي التي تعلو التيجان فانها في الحقيقة لا تستند فوق التيجان مباشرة ولكنها تستند فوق
الوسائد الحجرية المربعة .
الدعامة :
او ما يسمي ( عمود ارتكاز ) و هو عبارة عن عمود دعامي ترتكز عليه الأحمال الرأسية
الموجودة فوقه أو التي تنتقل اليه و يتوقف قطاعه علي مقدار هذه الأحمال و علي طوله و مادته.
الأسطون :
و أسطون يطلق علي كل دعامة قطرها مستديرتمييزاً لها عن الأعمدة الأربعة ، وخاصة وأن
من عهود مصر القديمة ما كاد يقتصر علي استخدام طراز واحد منهما ، وان لكل منها صفاته و
خصائصه .
ولكن سوف نطلق كلمة عمود علي كل انواع هذه بكافة انواعها ، كما سنطلقها أيضاً علي كافة
انواع الاساطين و ذلك لتتسم الدراسة بتوحيد المسيات و شمول المعني
طرز الاعمدة في الحضارة المصرية :
و عند دراسة العمارة الدينية في مصر القديمة يبدو ان الاعمدة كانت في كل مكان من المعبد
ولكن كان لها اربعة استخدامات :
1- كصفوف أعمدة (بوائك) حول الافنية والابهاء الداخلية (شكل 1 ، 2)
2- كانت تستخدم لتكون مدخلاً لبعض الاروقة
3- لكي تكون مايشبه طريق محوري او طريق المواكب كما في معبد الاقصر (شكل رقم 3)
4- لحمل الاسقف العليا
التصنيف العام للاعمدة المصرية :
-1 اعمدة ذات اصل نباتي . 2 اعمدة ذات اصل هندسي 3 اعمدة ذات الرموز الدينية
التصنيف العام لتيجان الاعمدة المصرية :
-1 تيجان نخيلية . 2 تيجان بردية . 3 تيجان لوتسية . 4 تيجان نبات السوس 0 تيجان - - - -
حتحورية . 6 تيجان عمود الخيمة .
انواع الأعمدة في الحضارة المصرية :
اعمدة ذات اصل نباتي :
نشأت فكرة الأعمدة منذ عصور ما قبل التاريخ ، استخدمت حزم نبات الغاب أركان الكوخ
لحمل السقف ، تطور المصريون بعمارتهم البدائية ، فكانت الأعمدة غليظة من حزم الغاب ،
سيقان البردي _جذوع الأشجار تصف في صف أو صفين في السرادقات النباتية الضخمة ، ثم
حور النجارون هيئات جذوع الأشجار ، فكانت بداية الأعمدة المربعة ، والمضلعة أحيانا ، ، تم
نحتها في شكل سيقان النباتات و زهورها منذ بداية الأسرات .
استخدم الخشب في بادئ الأمرفي أعمدة المباني بمختلف أنواعها )معابد _ القصور _ وغيرها (
ثم استخدمت احجار للمعابد ، وظلت الأخشاب للمباني الدنيوية ، و جدير بالذكر ان قواعد
الأعمدة من الحجر .
أصل استخدام الزهور و أوراق الشجر في زخرفة الدعامات منذ القدم ، أثناء الاحتفالات و
الأعياد الدينية و قد اختار المصري القديم زهرة اللوتس المتفتحة و المقفلة و البردي في تيجان و
سيقان الأعمدة .
وهنا يبادر الي الذهن سؤال هام ، الا وهو لما قد استعان المصري القديم باشكالا نباتية بعينها
ليسبغها علي هذه الاعمدة ؟
فيري البعض ان هذا يعود لفكرة ابعاد الفناء و الذبول التي ترتبط بالنباتات المزهرة حيث
ربطها بعقائد دينية .
ويري انور شكري كثرة استخدام البردي و اللوتس و النخيل لتحلية اعالي الاساطين
والاعمدة لاسباب لاسباب معينة ، لكثرتها ان ذاك بين نباتات مصر "، او لان المصريين
اعجبوا بها اكثر من غيرها من حيث كمال تكوينها وحسن اشكالها او لان منها ما كان
يجنون منها فوائد هامة او بعض المعاني التي تخفي علينا مثل بعض الرمزيات الدينية.
1- الاعمدة الخشبية :
لقد سبقت الاعمدة الخشبية ظهور الاعمدة الحجرية المتعدة وهذه الاعمدة ضيقة عند القاعدة
ممتلئة عند القمة ولها تاج عند القمة وتركب في السقف عن طرق لسان من الخشب ، وبدن
العمود يستضق ويقل سمكه من القاعدة الي القمة و في القمة ما يشبه الوتد يدخل في السقف
و في عصر الدولة القديمة حلت العمارة الحجرية بدلا من النباتية ولكن ظلت الصورة النباتية
في مخيلة المعماري .
.2 الأعمدة البردية :
ظهر منذ الدولة القديمة و استمر حتي الدولة الحديثة تمثل شكل النبات في تحوير زخرفي و
تنقسم إلي نوعين :
أ. اعمدة ذات براعم بردية متفتحة (شكل رقم 1)
ب . اعمدة ذات براعم بردية مقفلة (شكل رقم 2)
الرمزية الدينية للاعمدة البردية :
اما عن الرمزية الدينية لهذه النوعية من الاعمدة ، فطبقاً لنقوش المعابد ، فان هذه
الاعمدة هي بمثابة " ادغال البردي " التي قد نبتت في الارض الازلية و هذه الارض
الازلية هي صالات المعابد و تم هذا في بداية عملية الخلق في ارض وادي النيل ، وهذه
الادغال هي التي قد مشي عليها المعبود عند بداية الخلق ، وعند دراسة عناصر الكون
التي قد خلقها المعبود الاول ، فان كل الاعمدة النباتية قد تنتمي لنظرية ان المعبد
المصري القديم انما هو الكون حيث نري هذه الاعمدة و هي تخرج كبراعم من قواعدها
قليلة الارتفاع تماما مثلما حدث للنباتات عندما خرجت لاول مرة من التل الازلي و فوق
تيجان الاعمدة نلاحظ انتشار الاسقف الحجرية المطعمة و لونت هذه الاسقف بلون ازرق
قاتم و عليه نجوم صفراء ذهبية مضيئة و كان هذا رغبة منه في تقليد السماء ليلا .
ولقد فضل المصري القديم استخدام الاعمدة البردية ذات التيجان المفتوحة ( الناقوسية )
في اماكن معينة في المعبد ، حيث نلاحظها في الاكشاك الجوسق ، كذلك عند بناء صفي
الاعمدة المركزية في بهو الاعمدة و بعض صالات اعمدة المعابد الكبري ، و يري
البعض ان النوع الآخر من الاعمدة من الاعمدة البردية المبرعمة ذات التيجان المنغلقة ،
انما تمثل الليل و غياب الشمس ، حيث يكون المعبد و ساكنوه في حالة راحة و سكون و
سوف يستيقظون بعد فترة في الصباح الباكر ليتقبلوا الصلوات .
ويري محمد الصغير ان استخدام المعماري المصري القديم لهذه الاعمدة البردية انما
كان ليضفي علي المعبد شكل الحديقة ويشع فيه روحها ونفحاتها .
ولعل البعض يتساءل عن اهمية نبات البردي حيث كان القدماء المصرين يقدسون هذا
النبات و يعتقدون ان الزوارق المصنوعة منه تحمي راكب اليم من التماسيح .
ابدان الاعمدة البردية :
يمثل هذا البدن مجموعة نباتات بردي في شكل حزمة مربوطة معاً ويتكون من 8
. سيقان بردية وعند القاعدة ينتفخ البدن اما اسفل التاج يستدق (شكل رقم 3)
تيجان عمود البردي المبرعة :
عبارة عن 8:6 اوراق بردي ولكم في الدولة القديمة عبارة عن 6 اوراق .
.3 الأعمدة اللوتسية :
ترجع الي عصر الدولة القديمة (شكل رقم 4) و استمرت حتي الدولة الحديثة عبارة عن
مجموعة اغصان ذات براعم متضامة _ و تيجان الاعمدة مستوحاة من زهرة اللوتس و هي
ثلاث أنواع :
أ. اعمدة ذات تيجان زهرة اللوتس البيضاء
ب . اعمدة ذات تيجان زهرة اللوتس الزرقاء .
ت . اعمدة ذات تيجان زهرة اللوتس الوردية .
استخدمت هذه الأعمدة بالاكشاك المشيدة في الحدائق و الحقول .
الرمزية الدينية لاعمدة اللوتس :
و في احد النصوص الدينية التي جاءت من معبد دندرة يقول النص : " ان المعبد هو
المكان الذي قد برزت منه المعبود من زهرة اللوتس المقدسة " ، وكان هذا العالم المعبود
" رع" و تعتبر هذه النظرية الدينية هي احدي تلك نظريات التي توضح علاقة المعبود رع
بزهرة اللوتس وارض المعبد .
اما انواع نبات اللوتس في مصر القديمة فيري البعض ان مصر قد عرفت قديما نوعين من
نبات اللوتس الابيض و الازرق ولكن كان النوع الحقيقي المستخدم هو اللوتس الوردي .
ويري ARMOUR ان ارتباط زهرة اللوتس بالشمس عند المصري القديم يعود التشابة
في خروج وريقات هذه الزهرة من محورها وخروج اشعة الشمس من مركزها ، كما ان
تفتح هذه الزهرة و انكماش يرتبط ارتباطا وثيقا و متزامنا مع الشمس .
ويري البعض ان زهرة اللوتس عندما تتفتح و تنكمش فان لذلك ارتباطا وثيقا بفيضان و
نقصان مياه الفيضان و لقد شغلت هذه الفكرة فكر المصري القديم كثيرا و بخاصة في مجال
تصوير بعض الافكار الدينية .
4- الاعمدة النخيلية :
تحوير زخرفي لشكل النخلة من أقدم الطرز للاعمدة و من اجملها يرجع زخرقة الدعامة بسعف
النخيل الي عصر الدولة القديمة حتي الدولة الحديثة (شكل رقم 0)
الرمزية الدينية للاعمدة النخيلية :
لقد عرفت مصر القديمة نوعين من النخيل ، نخيل البلح و نخيل الدوم ، ولقد كانت اشجار
النخيل في العصر المبكر تحيط بمكان معين و هذا المكان هو المكان المقدس لدفنات ملوك مصر
السفلي في مدينة بوتو. وكان وجود النخيل او سعف النخيل في اي مكان يدل علي نوع من
القدسية ووجود نوع من مراسم الدفن الشعائرية .
ولعلنا هنا نتسال عن اسباب اختيار المصري القديم لهذه النوعية من الاشجار ؟ ولعل هذا يعود
لان هذه الاشجار كانت مشهورة ، او تفضيل المصري لها لما لها من هيئة جميلة جدا او لان
هذه الاشجار تتمتع بقيمة و رمزية دينية عالية ، ولقد تميزت شجرة النخيل بنوعيها بانها مثل
معبود الشمس في الصباح ، فهي تقف في مقصورتها و تقدم الغذاء الي رعاياها و لقد عبر الفنان
عن ذلك المنظر باحدي مقابر الاشراف والتي تعود للدولة الحديثة ولقد اظهر الفنان سعف النخيل
بصورة جيدة و كذلك الثمار ولكنه فشل في رسم تجذيعات الساق .
و كان المصريون القدماء يقدمون سعف النخيل مع البلح المجفف بكميات وفيرة قربانا لمعبود
النيل ، كما كانوا يصنعون من السعف الباقات و الاكاليل الجنائزية و يجعلون منه مثوي لبعث
الجثث .
و ذكر ولكنسون ان المصريين كانوا ينثرون السعف في الطرقات التي تمر بها الجنازات ،
ولا يزال بعض المصريين يتبركون به فيحملون الباقات المصنوعة منه الي القبور و يوزعون
ثماره صدقه علي ارواح موتاهم .
وتعتبر شجرة البلح نباتا رمزيا حيث يرمز لمصر العليا ، ولهذا السبب فقد اعتبر عمود
النخيل الحجري من اكثر الاعمدة استخداما في القصور الملكية و بعض الحجرات شديدة
القدسية في بعض المعابد و بخاصة الحجرات المخصصة لعبادة الملك (شكل رقم 6)
ابدان الاعمدة النخيلية :
يستدق كلما ارتفعنا الي اعلي بطريقة طفيفة وكانت ناعمة وقليلة الزخارف .
تيجان الاعمدة النخيلية :
عبارة عن 9 سعفات نخيل جول البدن من اعلي .
الاعمدة ذات اصل هندسي :
.5 الأعمدة المربعة :
ترجع إلي عصر ما قبل الأسرات ، من جذوع الاشجار و منحوتة و محورة في أعمدة مربعة
المقطع ، بسيطة ظهرت بمباني الدولة القديمة و تهدف إلي التعبير عن قوة الدولة ، و
استمرت هذه الأعمدة حتي الدولة الحديثة و قد أضيفت إليها الزخارف و تماثيل الآله
. اوزيريس (شكل رقم 7)
.6 الأعمدة المضلعة (المقننة) :
18 ضلعاً و قد _ تعبر عن مرحلة متقدمة من الأعمدة المربعة و يتراوح عدد الأضلاع من 7
استخدمت بمساكن و حصون الدولة الوسطي و الدولة الحديثة وهي ذات ساق رشيقة ، و
جدير بالذكر ان العالم الأثري شامبليون أطلق عليها اسم طراز الدوري و يعتقد انه اصل
العمود الدوري بالعمارة الاغريقية ، لما بينهما من تشابة .
.7 الأعمدة المستديرة :
ترجع إلي عصر الدولة القديمة ، وهي ذات قواعد مفطرحة علي الأرض و هي ذات سيقان
مستديرة و استمرت حتي عصر الدولة الحديثة و لكن كانت أكثر ضخامة .
.8 اعمدة جد (طراز اوزيرس) :
عبارة عن جذع شجرة تمتد بها الاغصان و يعتقد انه مشتق من شجرة جبيل ، التي اخفت
جثمان اوزيريس ،كان للعمود دور ديني هام يقام له احتفال في بوزريس ابو صير ، وأقدم
نموذج لعمود چد الأوزيري عثر عليه في إحدى مقابر الأسرة الأولي في عزبة الوالدة في
حلوان (حفائر زكي سعد)
9، مما يدل ذلك على أن عبادة أوزير كانت معروفة منذ الأسرة
الأولي,وربما تكون قد نشئت قبلها بزمن طويل,ومعنى ذلك أن عمود چد ليس من اختراع
الأسرة الأولي,ولابد أنه يشير إلى جذور الديانة الأوزيرية منذ عصور ما قبل التاريخ ظهر
. بالمجموعة الجنائزية الخاصة بالملك زوسر بسقارة (شكل رقم 8)
.9 عمود الخيمة (الناقوسي) :
يرجع إلي عصر ما قبل الأسرات ، أصله الدعامة التي كانت تحمل سقف الأكواخ البدائية و
شكل العمود الناقوس ، و ساق اسطوانية رشيقة يعلوها تاج قمعي بحافة مقعرة أو محدبة ،
ويثبت بالسقف خابور .
ابدان اعمدة عمود الخيمة :
البدن املس اسطواني .
تاج عمود الخيمة :
شكلها العام عبارة عن تاج بردي مفتوح
10 اعمدة طراز حاتحور :
و هي ذات ساق اسطوانية يعلوها تاج راس حاتحور( شكل رقم 9) راس ادمى له آذن بقرة
تحمل علي رأسها مقصورة او واجهة منزل و يعني اسم حتحور بيت حورس و منها ما هو
بسيط و منها ما هو مركب .
ابدان الاعمدة الحتحورية :
يعتبر بدن العمود الحتحوري يد الآله السستيروم .
الرمزية الدينية للاعمدة الحتحورية :
تعتبر المعبودة حتحور صاحبة هذه الاعمدة ، واحدة من اقدم المعبودات التي عرفتها
مصر القديمة كما ورد ذكرها في نصوص الاهرام ويري ان تقديس هذه المعبوده قديم جدا
حيث يعود لما قبل الاسرات ، ولكن اقدم مثال لهذه النوعية من الاعمدة يعود بنا لفترة الدولة
الوسطي ، ولكنه يقرر ان التيجان الحتحورية منذ عهد الملك زوسر ، حيث ان خصلة الشعر
علي جانب توضح لنا معني الرمزي او الهدف ولكن الوجة لم يشكل ابدا و ترك علي هيئة
كتلة ، ولكن البعض يرون ان خصلتي الشعر هاتين مختلفين عن حتحور سواء كانت
موجودة علي صلاية نعرمر او علي تلك التيجان الحتحورية ، كذلك يقررون ان اقدم امثلة
للاعمدة الحتحورية والتي تسمي ايضا اعمدة السستروم تؤرخ لفترة الدولة الوسطي حتي ان
هذه التيجان قد وجدت في بعض النقوش الجنزية بجانب المعابد .
وان العمود الحتحوري يتكون من بدن مستدير مزينا براس المعبودة حتحور وان بدن
الاعمدة الحتحورية يمثل مقبض اله السستروم ، ويعتبر السستروم احد الرموز المقدسة
للمعبودة حتحور وكان يستخدم حينما يؤدي طقوس العبادة لها ، واثناء الدولة الحديثة فقد
وضع التاج الحتحوري ايضا فوق بعض الدعامات المربعة ، و هذا ما حدت في معبد حتحور
الصغير في ابو سمبل او سرابيط الخادم ، او يوضع علي اعمدة اسطوانية في الشرفة
الوسطي بمعبد الدير البحري .
و هذه الاعمدة الحتحورية تحمل راس حتحور في كل جانب من جوانبها او في جانبين فقط
، ولكن في كل وجه تراه مزينا في اعلي بما يمثل السيستروم وقد عثر علي الاعمدة
الحتحورية في معابد المعبودات الاناث مثل ( حتحور _ ايزيس _ الملكات ) وايضا في
بيوت الولادة و قد بلغت هذه الدعامات الحتحورية في بعض المعابد البطلمية و الرومانية
حوالي 14 م .
10 . الاعمدة المركبة :
يرجع الي عصر الدولة الحديثة ، الاسرة العشرين اجمل نماذجها بالعصر البطلمي ، عبارة
عن عموج له تاج لوتس يعلوه تاج زنبقي ، ثم تاج بردي يانع و بين التاجين الثاني والثالث
ازهار اللوتس اليانعة في شكل عقد .
الاعمدة الاوزيرية :
تعتبر الاعمدة الاوزيرية ( شكل رقم 15 ) عنصرا معماريا هاما ، و هو مصري اصيل ،
وهو عنصر هام سواء احتوت الدعامة علي تمثال ام لم تحتوي . وتعتبر الاعمدة الاوزيرية
من عناصر العمارة التذكارية ، بجانب وظيفتها الاساسية كدعامة .
كانت هذه الاعمدة و متقنة وعليها نقوش وهذه الاعمدة تتكون من جزئين :
.1 الاول عبارة عن بدن مربع مغطي بالكثير من النقوش .
.2 الثاني عبارة عن تمثال يمثل الملك مشيد المعبد و هو واقفاً مرتديا تيجان وشارات
اوزير المميزة .
والتماثيل هنا تصور الملك واقفا في شكل المعبود اوزير بردائه وشاراته التقليدية و قدماه
جنبا الي جنب و ذراعاه علي صدره لا يظهر منه غير وجهه ويديه ، و تقبضان علي
الصولجان و المذبة و اوزير هنا يقف بشكله المعتاد مستقيما وباقدام مضمومة الي بعضها
البعض و كانت هناك نماذج من الدولة القديمة بالمعابد بشكل بسيط جدا ولكن كانت ذات
احجام بسيطه .
و كان الملك بوجه عام يظهر مرتديا نقبة قصيرة ويضع علي راسه التاج الاحمر او
المزدوج وحيث ان اوزير كان يرتدي فقط رداءا حابكا طويلا وتاجا ابيضا وفي هذه
الحالات فان اسم افلعمود (اوزيري) ليست تسمية صحيحة الي حد ما ، ولكنه يستخدم هنا
مصطلح هنجسي ( شكل رقم 28 ) ، وقد شاع طراز الاعمدة الاوزيرية في عصر
الرعامسة في الافنية المكشوفة وما يقوم مقامها في المعابد الصخرية ، ثم اختفت بعد ذلك.
طرز الاعمدة في العصر اليوناني الروماني :
يوجد في العمارة اليونانية ثلاث طرز اساسية للاعمدة ، و يتكون بصفة عامة من ثلاث
اجزاء رئيسية هي القاعدة و البدن و التاج و الذي يميز في الغالب نوع كل عمود عن الاخر .
• العمود الدوري :
ظهر هذا العمود في اقليم اتيكا منذ القرن السادس ق . م ، وقد انتشر في البداية في
بلاد اليونان الام ، ومنها الي باقي بلاد اليونان .
يتميز هذا العمود بانه ليس له قاعدة (شكل رقم 11) ، وانما يقف مباشرة علي
الاساس ، ويحتوي العمود الدوري علي 20 قناة غائرة تفصل بين كل قناة و اخري
حافة حادة ، ة ينتهي بدن العمود من اعلي في العادة بجزئين او ثلاثة ، وكان العمود
يستدق كلما ارتفع الي اعلي .
اما تاج العمود فيتكون من جزئين اساسيين ، الجزء السفلي مستدير و الجزء العلوي
مستطيل .
• العمود الايوني :
كان العمود الايوني اكثر انتشارا في بلاد اليونان من العمود الدوري و خاصة في
بلاد اليونان الاسيوية ، و ترجع اصوله الي الاشوريين ، وكان العمود الايوني اكثر
تنوعا من العمود الدوري ، حيث كان العمود الايوني في الاساس جزء من زينة المبني
في حين ان العمود الدوري كان يحمل المبني .
يتكون العمود الايوني ( شكل رقم 12 )من قاعدة تتكون من جزئين محددين بقنوات
عرضية حادة ، ويعلو القاعدة بدن العمود الذي يزينه قنوات راسية عددها 24 قناة و
هي قنوات اعمق من تلك التي في العمود الدوري و اكثر رشاقة .
اما تاج العمود الايوني فيتكون من جزئين رئيسيين ، الاول جزء مستدير يعلوه جزء
منحي في الوسط الي اسفل و يكون به زخرفة حلزونية الشكل من الجانبين و الذي
تظهر بداخل هذا الشكل احيانا وردة و يطلق علي هذا الجزء اسم canabes .
• العمود الكورنثي :
كان العمود الكورنثي من اختراع الفنان كاليماخوس ، وترجع تسميته الي مدينة
كورنثا في بلاد اليونان ، و قد ظهر العمود الكورنثي علي واجهات بيوت المال
الكورنثية في القرن السادس ق . م في مدينة دلفي ، وكان يحمل في البداية تيجان
ناقوسية ذات بتلات مخددة راسيا (شكل رقم 13) و منحنية صوب الخارج و مصممة
كي تحمل الوسائد المربعة ، وكان في هذه الفترة يكتفي بنقش نبات الاكانتش بدلا من
نحته من الفترا التالية ، واقدم مثال معروف من هذا الطراز وجد في معبد ابوللو في
مدينة باساي .
التاج الكورنثي ذو الزخاف المنحوتة نحتا بارزا فقد ظهر في معبد ابوللو ، ومن اهم
ما يميز هذا العمود انه يشبه الجرس المقلوب ، و هو ماخوذ من التيجان المصرية
الناقوسية ، كما ان التاح مزخرف بنبات الاكانتس ، حيث تبرز في كل جانب ورق
اكانتوس تنتهي حلزونية .
العمود الابوني المركب :
لم ينتشر العمود الاوني في بلاد اليونان مثل الاعمدة الثلاثة الاخري ) ) شكل رقم 14
، ولكنه اقتصر استخدامه علي شمال اسيا الصغري ، وهو يتكون من شكلين حلزونيين
كل شكل منهما ينمو من العمود في ناحيتين و بينهما زخارف نباتية .
عمود السواري :
كاان العماود موضاع إعجااب الجمياع لضاخامته وتناساق أجزائاه .. وكانات المنطقاة
التي يقع فيها العمود محط الأنظار والاهتمام في الزمن القديم.
أقاايم عمااود السااواري فااوق تاال باااب ساادرة بااين منطقااة ماادافن المساالمين الحاليااة
والمعروفة باسم )العمود ( وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية .
وقااد عاارف تاال باااب ساادرة )الااذي يقااع فوقااه العمااود( منااذ أيااام الإسااكندر بأناااه
" أكر وبوليس الإسكندرية " أي المكان المرتفع الحصين الذي تقوم علياه أهام آثارهاا
ومعابدها وهو نفس الموقع الذي كانت تحتله قرية راكوتيس الفرعونية .
عرف عمود السواري ( شكل رقام 10 ) خطاأ مناذ الحاروب الصاليبية باسام عماود"
بومبي " ويرجع هذا الخطأ إلى أن الأوربيين ظنوا أن رأس باومبي القائاد الرومااني
الذي هرب إلي مصر فراراً من يوليوس قيصر وقتله المصريون ظنوا أن رأساه قاد
وضعت في جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود .
كما عرف العمود باسم " عمود ثيودوسيان ( في العصر البيزنطي )
وتعود تسمية العمود باسم عمود السواري إلى العصر العربي حيث يعتقاد أنهاا جااءت
نتيجاة ارتفااع هاذا العماود الشااهق باين 455 عماود أخارل والتاي تشابه الصاواري
صاواري السافن ( ولاذلك أطلاق علياه العارب " عمود الصواري" .. السواري فيماا
بعد.
يقع عمود السواري فاي مكاان متوساط فاي بهاو معباد السارابيوم ( وهاو المعباد الاذي
سمي في أياام العرب بقصر الإسكندرية ).. ويقاع العماود فاي مكاان باارز باين الآثاار
القائمة على ذلك التل المرتفع مما يسمح برؤيته من مكان بعيد .
صنع عمود السواري من حجر الجرانيت الأحمر .. وجسم العمود عبارة عن قطعة
تم استخدام مجموعة من الأحجار المختلفة الأشكال والتواريخ فاي إقاماة أساساات هاذا
النصااب التااذكاري الهااام.. يرجااع بعضااها إلااى مباااني قديمااة .. منهااا قاعاادة تمثااال ماان
الحجر الأسود الضارب للخضرة .
لم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العماود علاى وجاه الدقاة لكناه يعاود للعصار الرومااني ..
وقيل أن هذا العمود اهدي للمسيحية بعد انتصارها في الإسكندرية .
الاعمدة في العصر البيزنطي :
كانت الاعمدة البيزنطية غالبا من قطعة واحدة من الرخام المختلف الآلوان ، وتيجان هذه
الاعمدة كانت من الرخام الابيض كما كانت غنية بالحليات اما تفاصيل هذه التيجان فكانت
علي اساس الاعمدة الرومانية من ايونية وكورنثية و مركبة ، فتاج العمود الكورنثي كان
الشكل الاساسي الذي تطور منه تاج العمود البيزنطي في الفترات المسيحية المبكرة ،
وتوجد امثلة من القرن الرابع و الخامس الميلادي تظهر هذا التطور بوضوح علي الرغم
من التشكيلات المتنوعة لاوراق الاكنتس .
وكان يتخلل العمارة الداخلية للكنيسة أعمدة كثيرة لحمل أو المساعدة على حمل القبو
الرئيسى للكنيسة ، وقد تقام أعمدة أخرى للمساعدة على حمل السقف المقام بجانب
القبو الأساسى المغطى لبناء الكنيسة ، ولإضفاء معانى الهيبة والوقار والجلال
المتولد عن كثرة الأعمدة المقامة بداخل المبنى .
وهذا التعديل في تاج العمود البيزنطي انا ترجع لسببين اساسيين . السبب الاول يرجع
الي ضرورة معمارية حيث استبدلت الجوانب المستقيمة لتاج العمود التي للطراز
الاغريقي القديم بجوانب منحنيه للداخل (محدبة) ليصبح اكثر قدرة علي حمل كتلة ارجل
القوس ، و السبب الثاني : يرجع الي التغييرات التي حدثت في الاحساس البيزنطي و
اساليب التقنية حيث اختفت المعالجة المرنة لاوراق الاكنتس واصبحت تنحت غير مجسمة
حيث يلعب الظل و النور دورا هاما في النحت ، كما استخدمت المثقبات عن طريق الحفر
العميق في الارضية بالمثقبات لاظهار التصميم المطلوب .
و في مراحل التطور التي مربها تاج العمود البيزنطي ظهرت وحدات زخرفية اخري
اخذت تحل محل اوراق الاكنتس بالتدريج ، والذي ظل مستخدما في الشرق المسيحي
ولكن اساليب تنفيذه اصبحت مختلفة وتنوعت معالجة شكل الورقة مع ظهور تصميمات
جديدة من الضفائر و السلال و المعينات و المضلعات ، واشرطة متوازية من الزجزاج
واوراق العنب ، ورسوم الصلبان وكل هذه الوحدات الزخرفية و التصميمات المتنوعة
انتجت بكثرة منذ بداية الاتجاه الي النحت البارز بدلا من النحت المجسم ، وبلاشك ان
انتشار هذه التصميمات في زخرفة تاج العمود البيزنطي يرجع الي التأثير السوري
الواضح علي النحت البيزنطي ، وظهرت هذه التصميمات بكثرة علي المنحوتات الحجرية
والخشبية التي نسبت الي سوريا .
وتعتبر الفترة ما بين القرن الرابع و القرن السابع الميلادي اكثر اهمية في تطور تاج
العمود البيزنطي .
ويتكون طراز جديد من التيجان عبارة عن أربعة أوجه للتاج يتوسط كل تاج
شكل زخرفى للصليب يحيطهم مجموعة محورة من أوراق الأكنتس.
- كما إبتكر طراز جديد من تيجان الأعمدة عبارة عن مجموعة من الشرائط
مجدولة بطريقة هندسية زخرفية أقرب إلى شكل السلال .
- كما ظهر طراز من تيجان الأعمدة سميت "التيجان المخرمة " وهى عبارة
عن ورقات صغيرة ذات أفرع فى تكوين أقرب إلى شكل التاج الكورنثى
ولكن صغر هذه الوريقات وكثرة الفراغات بينها جعلها أقرب إلى الخروم.
- ومن السهل الإحساس بالأثر الشرقى فى إتجاه هذه التيجان نحو التبسيط
الزخرفى بدلا من الإتجاه نحو الصدق فى التمثيل الطبيعى الذى كان من
سمات الطراز الإغريقى الرومانى القديم .
- ومالبثت ان اختفت من تاج العمود البيزنطي الوحدة المنتظمة التي اتسمت بها
الطرز الكلاسيكية لتبدو اشكالاً متنوعة .
امثلة :
وللقرن الرابع الميلادي و الطراز الاكثر شيوعا تاج عمود نسب لفترة ثيودوسيوس
من ورق الاكنتس ( شكل رقم 16 ) وتظهر فيه الصفات الهلينستية اقل وضوحا ،
و ورقة الاكنتس هنا منحوته بالنحت البارز قليلا دون تجسيم و تظهر الورقة هنا
محورة مع استمرار الحلزونات اعلي تاج العمود التي تظهر في العمود الكورنثي .
كما يظهر في تاج العمود ذات الطراز الكورنثي الروماني المعروف باسم " تاج
اوراق الاكنتس في مهب الريح " وينسب للقرن الخامس الميلادي .
وللقرن السادس الميلادي تاج عمود بيزنطي محفوظ الآن في المتحف العثماني
(شكل رقم 17 ) يظهر فيه نحت حصانين مجنحين ، و تظهر فيه القوة والرشاقة و
الدقة ، ويشبه العمود الكورنثي الروماني .
وهناك اعمدة لفترة جستنيان تظهر الميل اكثر الي الزخرفية ويتجلي فيها الطراز
البيزنطي بوضوح ، ومن كنيسة ايا صوفيا الي ترجع الي القرن السادس الميلادي
تاج عمود يظهر فيه زخارف التوريقات المتشابكة من اوراق الاكنتس ( شكل رقم
. 18)
ومن كنيسة القديس فيتال في راميتا تاج عمود بيزنطي يظهر فيه اسلوب النحت
بالظل والنور علي اثنين من جوانبه تصميم لمزهرية تنطلق فيها افرع نباتية
واوراق نباتية متشابكة ومكررة ( شكل رقم 19 ) ، وهنا تظهر المميزات الشرقية
بوضوح في الميل الي الزخرفة و التكرار و التماثل ، وهناك امثلة وفيرة أخري في
سالونيك وغرب اسيا الصغري ، والقسطنطينية ، واليونان كلها تظهر الاسلوب
البيزنطي بوضوح في اسلوب النحت و الاحساس التشكيلي العام الشرقي .
الاعمدة في العصر القبطي :
قد استخدم الاقباط الاعمدة الرومانية ، غير انهم اضافوا اليها كثير اً من العناصر ذات
الدلالة الدينية ( الرمزية ) ، كما كثر استخدام اوراق الاكانتس في تيجان الاعمدة ، و زاد
التصرف في هذه الاوراق مع اختزال اعداد منها ، كما وجدت انواع اخري من التيجان ذات
الزخارف الهندسية مثل زخارف السلال التي اضيفت لها صلبان ، كما وجدت تيجان تزينها
مناظر طيور و حيوانات ذات مدلولات دينية ، كما تميزت الاعمدة القبطية باستخدام مادة
الحجر بشكل كبير في صناعتها .
قد استخدمت في العمائر القبطية انواع مختلفة من الاعمدة و الدعامات بعضها يرجع للفترة
المبكرة ( أي قبل الفتح الاسلامي ) و البعض الآخر يرجع للعصر الاسلامي .
ويتألف العمود القبطي من ثلاثة اجزاء كما هو معتاد في اشكال الاعمدة ذات الطرز
الاخري المختلفة ، ويتميز العمود القبطي ببساطة بخارف تاجه ، بعناصر زخرفية مميزة ،
علي انه استخدم في الكنائس و الاديرة المصرية اعمدة بسيطة للغاية حتي ان بعضها يقوم
بدون قواعد أي ترتكز علي الارض مباشراً ، وكانت الزخارف علي الاعمدة عبارة عن
بعض الكتابات القبطية و الزخرفة النباتية مثل الاكنتس وزخارف نباتية مجدولة ملتفة حول
بدن العمود ، واحيانا استخدم زخارف الفرسكو ذات الطابع الديني ، كما حفر علي بدن
العمود نفسه بعض مناظر القدسيين .
انواع الاعمدة في العصر القبطي :
يمكن القول بان الاعمدة القبطية التي تدخل في مجال منحوتات الفن القبطي لها طابع
خاص و مميز اذ تختلف في طرازها واساليبها الفنية عن الاعمدة الفرعونية و اليونانية و
الرومانية و ايضا عن الاعمدة الساسانية و اعمدة العصر الاسلامي .
والواقع اننا لا نجد في الكنيسة القبطية بمنطقة مصر القديمة عمود واحد يتضح لنا فيه
مميزات العمود القبطي اذ ان كل اعمدة كنائس المنطقة منقولة من المعابد الوثنية القديمة
التي يتوافر لتيجانها الانماط الايونية و الكورنثية والدورية .
بعض الاعمدة في العصر القبطي بدون قواعد علي الاطلاق وفي بعض الاحيان يرتكز
العمود علي قاعدة مربعة او مستطيلة الشكل بها زخارف نباتية وهندسية محورة و متحدة
مع اشكال الصلبان .
الاعمدة في العصر القبطي :
بدن العمود : في كثير من الاحيان يخلو البدن من وجود زخارف الا ان هناك
مجموعة من ابدان الاعمدة القبطية تتميز بوجود زخارف مختلفة ( شكل رقم 21)
عليها جمعت بين الكتابات الرمزية القبطية و الزخارف النباتية التي لعبت فيها
اوراق الاكانتس الدور الرئيسي في هذه العناصر الزخرفية خاصة حينما تضم بين
اوراقها اشكال مختلفة من الصلبان ، ويضاف الي ذلك مجموعة اخري كبيرة من
جذوع النباتات ذات شكل مجدول تلتف حول البدن ، وقد لجاء الفنان الي اسلوب
اخر في زخرفة ابدان اعمدته حيث عمد اعلي رسم مناظر الفرسكو عليها مشاهد
آدمية من قديسيين و رسل محاربين ، واحيانا كانت الابدان خالية من الزخارف
. ( شكل رقم 21)
والواقع ان تاج العمود القبطي هو الجزء الاكثر تمييزاً بالنسبة للعمود وقد اتخذ هذه
التيجان اشكالا زخرفية كثيرة متنوعة مثل الرموز الدينية المسيحية البحتة التي
تشير الي مضمون وجوهر المعتقدات الدينية المسيحية ، علي انه يمكن تقسيم
تيجان الاعمدة القبطية الي نوعين مختلفين لكل نوع عناصره الزخرفية وتشمل
المجموعة الاولي تيجان الاعمدة ذات الزخارف النباتية و الهندسية ، اما
المجموعة الثانية فهي للتيجان ذات الزخارف الادمية والحيوانية ، وان كان هذا
لايمنع من ان نجد علي بعض التيجان القبطية القليلة كل العناصر الزخرفية
السابقة مجتمعة .
النوع الاول : التيجان ذات الزخارف النباتية والهندسية :
تعتبر التيجان القبطية ذات الزخارف النباتية و الهندسية (شكل رقم 22 ) اكثر الاشكال
الزخرفية التي انتجها الفنان القبطي خلال القرن السادس و السابع الميلادي رغم ان كثيرا
من الباحثين يرجعون خصائص هذا النوع ان الانماط الفرعونية التي امتد تأثيرها الي حد
كبير في الفن القبطي ، بل انهم يعتبرون تطور كل العناصر النباتية التي جاءت علي
زخارف التيجان القبطية اشتقت اساسا من ورقة اللوتس المصرية القديمة التي كانت هي
السمة الغالبية لتيجان الاعمدة الفرعونية .
كما لعبت اوراق الاكنتس دورا هاما في زخرفة الافاريو و الكرانيش القبطية وعلي
تيجان الاعمدة القبطية خاصة تاج العمود الكورانثي ، حيث يلاحظ في القرن الرابع انها
كانت ماتزال قريبة من الاسلوب الكلاسيكي حيث نحتت باسلوب يظهر التغيير المنتظم بين
الفاتح والداكن مع اختفاء الخلفية وشيئا فشيئا اخذت الورقة الجافة تحل محل الورقة الممرنة
الخاصة بالعصر الروماني والهلينستي واخذت الحلزونات في الاختفاء مع ظهور خطوط
داخل الورقة و مع بداية القرن الخامس اصبحت الورقة اكثر استطالة ، ممتدة ، ودقيقة ،
ومدببة واطرافها متدلية .
كما شملت زخارف نباتية اخري مثل الغارة عناقيد العنب واوراق و سعف النخيل
وحبات الثمار المختلفة بالاضافة الي بعض الزهور وجذوع و سيقان النباتية ، وقد زاد من
روعة زخارف هذه المجموعة ما لجأ اليه الفنان في بعض الاحيان من تلوين هذه الزخارف
خاصة باللون الاخضر و اللون الاحمر .
1 تاج عمود مركب ، منقوش بزخارف تمثل اوراق الاكانتس المحورة ، ولا تزال -
تحتفظ ببقايا اللون الاخضر . وتزدان قاعدته بوريدات ، وبزهرات رباعية
الوريقات و بزخارف متعرجة . وتتخذ قاعدة التاج شكل سلة ضحلة منقوشة
بزهرات رباعية الوريقات وبزخارف متعرجة ( شكل رقم 23)
استخدم الفنان القبطي زخرفة اوراق النخيل علي منحوتاته ، ويرمز سعف
النخيل في المسيحية الي انتصار الشهيد علي الموت ، كمان ان الانبا بولا
رئيس المتوحدين كان يصنع ملابسه من اوراق النخيل .
زخرفت حبات اللؤلؤ ورقة الاكنتس بشريط من اللؤلؤ ، وايضا الاطار اسفل
التاج .
وتميزت التيجان القبطية بزخارفها الهندسية المجدولة علي شكل سلال ،
وتنتمي تيجان السلال الي فترة حكم جيستنيان وتعد من تأثيرات في البلاط
البيزنطي .
1 تاج عمود شكل علي هيئة سلة او زهرية ، وتتكون زخارفه من اوراق الكروم -
وعناقيد العنب و لونت الاغصان المتشابكة باللون الاحمر ، والاوراق باللون
البني .ويعتبر هذا التاج من اجمل تيجان الاعمدة القبطية عبارة عن زخارف
مكونه من الاغصان المتشابكة التي تحصر بداخلها عناقيد وارواق العنب ويحيط
باسفل تاج العمود شكل حبات اللؤلؤ وحدة زخرفية هندسية متكررة ( شكل
رقم 24)
النوع الثاني : التيجان ذات الزخارف الادامية
والحيوانية :
يغلب علي زخارف تيجان هذا النوع الاشكال الادامية والحيوانية ومناظر الطيور( شكل
رقم 25 ) بالاضافة الي بعض العناصر الزخرفية القليلة التي جمعت بين العناصر النباتية
والاخري الهندسية.
هناك بعض الاعمدة التي ظهر الكبش علي بعض تيجان الاعمدة اذ انه يرمز
الي السيد المسيح الذي ضحي بنفسه من اجل خلاص العالم ، لذلك كان الكبش رمز
للقوة .
مثال :
-1 تاج عمود من حيث يحيط بقاعدة العمود تاج العمود حزام عليه زخارف متكررة مثل
اسنان المنشار . ويحاكي الجزء السفلي من التاج سلة مسطحة من الخيزران ، ويزدان
اركان الجزء العلوي برؤوس الكباش ، اما المساحات التي بين رؤوس الكباش
فمزخرفة تارة بطاووس يعلوه صليب ، وتارة اخري بسلة فاكهة ونحتت قنازع
الطواويس وذيولها في آلية و تكرار( شكل رقم 26)
الاعمدة في العصر الاسلامي :
ان الاعمدة من اهم العناصر المعمارية الانشائية بالمباني والمساجد خاصة .. والمساجد
الاولي التي بناها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، والمساجد التي بنيت علي نحوها ، كانت اساسا
من مجموعة من الاعمدة المصنوعة من جدوع النخيل لتحمل السقف المصنوع من جريد
النخل .
وجد الصانع العربي في رصيده من الحضارات القديمة مامكنه من ان ينوع اشكال
الاعمدة و زخرفتها ، فالعمود الاسلامي لا يختلف في عناصره التي تتكون من ثلاثة اجزاء
رئيسية كما في الاعمدة الاخري وهي القاعدة و البدن و التاج . وقد صنعت الاعمدة
الاسلامية في اغلب الاحيان من الرخام او الحجر الجيري و في بعض الاحيان من
الجرانيت ، الا ان العمود الاسلامي يختلف تماما عن سائر الاعمدة في العصور السابقة في
شكله و طرز زخارفه .
و في بداية الامر استعملت الاعمدة ذات الطراز المختلفة المنقولة من الكنائس و المعابد
و العمائر و في جامع عمرو بالفسطاط امثلة من هذه الاعمدة مختلفة الطرز .
ثم اتخذ المسلمون اعمدة وتيجانا من مبتكراتهم ، فعرفوا الاعمدة ذوات البدن الاسطواني
و ذوات البدن المضلع تضليعا حلزونيا وذوات البدن المثمن ، وقد استعاض المعمار في
بعض الاحيان في اقامة سقوفه و بوائكه علي دعامات من البناء بدلا من الاعمدة مثلما في
جامع احمد بن طولون( شكل رقم 27)
في العصر العباسي كانت التيجان مرواح نخيلية و اوراق العنب الخماسية ، واوراق تشبه
اللوتس ثلاثية الفصوص ، في حين يظهر في عمود آخر زخارف عناصر نباتية تجريدية
متعددة بطريقة النحت المائل او المشطوف .
كما عرف الفنانون الاسلاميون تيجانا بصلية الشكل وتيجانا تشتمل علي صف الوريقات
النباتية تتصل في جزئها السفلي ثم تنتشر ، فتؤلف صف من الزخارف النباتية البديعة .
وهناك نوع آخر من التيجان الاسلامية انتشر انتشارا كبيرا و هي التيجان التي تتآلف من
المقرنصات او الدلات ، كما انتج الفنان تيجانا أخري منها ما كان علي شكل او ما ينتهي
اسفله بحلقه من الحبيبات الدائرية .
مادة الاعمدة : الاعمدة الرخامية و قد كانت الاكثر انتشاراً مثل اعمدة بوائك جامع حسن
باشا طاهر .
والنوع الثاني : الاعمدة الجرانيتية : وهي الاعمدة المصنوعة من الجرانيت .
قواعد اعمدة البوائك :
سارت قواعد الاعمدة وفق خمسة انماط هي :
1- اعمدة بلا قواعد مثل قواعد بوائك جامع ابي درع .
2- اعمدة ذات قواعد مربعة مثل قواعد بوائك جامع حسن باشا طاهر .
3- اعمدة ذات قواعد مستطيلة و مربعة المسقط مثل قواعد بوائك جامع الامام
الشافعي .
4- اعمدة ذات قواعد مربعة يعلوها بدن منتفخ مثل قواعد بوائك جامع سليمان اغا
السلحدار .
5- اعمدة ذات قواعد ناقوسية مثل قواعد بوائك جامع حسن باشا طاهر .
الابدان :
تنقسم ابدان اعمدة البوائك الي اربعة انواع :
1- ابدان اسطوانية وهي الاكثر شيوعا باعمدة بوائك المساجد وقد عرفت منذ القدم في
العمائر الرومانية و البيزنطية و المصرية .
2- ابدان اسطوانية مسلوبة لاعلي مثل ابدان اعمدة بوائك جامع الامام الشافعي .
3- ابدان حلزونية مثل ابدان اعمدة بوائك جامع جوهر المعين .
4- ابدان مثمنة مثل ابدان الاعمدة الحاملة لقبة ميضأة بمدرسة السلطان حسن .
التيجان :
توجد اعمدة البوائك بثمانية انواع من التيجان هي :
1- اعمدة ذات التيجان الكورنثية مثل تيجان اعمدة بوائك جامع جوهر المعين
الاعمدة ذات التيجان الدورية مثل تيجان اعمدة بوائك جامع ابي درع .
-3 29 ( مثل تيجان اعمدة بوائك حرم _ الاعمدة ذات التيجان الايونية) شكل رقم 28
جامع سليمان اغا السلحدار .
-4 . الاعمدة ذات التيجان المركبة ( شكل رقم 31)
-5 الاعمدة ذات التيجان الكروية مثل تيجان اعمدة بوائك جامع جوهر المعين .
-6 الاعمدة ذات التيجان الناقوسية مثل تيجان اعمدة بوائك لجامع شريف باشا الكبير .
-7 اعمدة ذات التيجان الاندلسية المزخرفة بزخارف نباتية هندسية مثل تيجان اعمدة
بوائك جامع الامام الشافعي .
اعمدة المحاريب :
استخدمت الاعمدة في اغلب الاحيان تكتنف دخلات المحاريب .
القواعد سارت وفق خمس انماط :
-1 اعمدة بلا قواعد مثل محراب جامع القبر الطويل .
-2 اعمدة ذات قواعد ناقوسية مثل قاعدتي عمودي محراب جامع حسن باشا طاهر .
-3 اعمدة ذات قواعد مربعة مثل قاعدتي عمودي جامع الجوهري .
-4 اعمدة ذات قواعد مقعرة( شكل رقم 31) مثل قاعدتي عمودي محراب جامع محمد
علي .
-5 اعمدة ذات قواعد كروية مثل قاعدتي عمودي محراب جامع جوهر المعني .
الابدان :
اعمدة المحاريب سارت وفق ثلاثة انواع :
-1 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية و هو النوع باغلب ابدان اعمدة المحاريب .
-2 اعمدة ذات الابدان المثمنة ( شكل رقم 32 ) بدني عمودي محراب المصلاة الملحقة
بجامع الجوهري .
-3 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية المزخرفة بقنايات راسية غائرة محصورة بين
نتوءات بارزة مثل بدني عمودي مدمجين بمحراب جامع العقاري .
التيجان :
توجد اعمدة المحاريب وفق ستة انواع من التيجان :
-1 اعمدة ذات التيجان الدورية مثل تاجي عمودي محراب جامع حسن باشا طاهر .
-2 اعمدة ذات التيجان الكورنثية مثل تاجي عمودي محراب جامع بشتاك .
-3 اعمدة ذات التيجان الكروية مثل تاجي عمودي محراب جامع جوهر المعني .
-4 اعمدة ذات التيجان الآيونية مثل تاجي عمودي محراب جامع حسين باشا ابي
اصبغ .
-5 اعمدة ذات التيجان المقرنصة مثل تاجي عمودي محراب جامع السيدة نفيسة .
-6 اعمدة ذات التيجان الناقوسية مثل تاجي عمودي محراب جامع الشامية .
اعمدة دكة المبلغ :
استخدمت الاعمدة في بعض دكك المبلغين و تنوعت مادتها وتكوينها .
مادة الاعمدة :
صنعت بعض الاعمدة من الحجر مثل الرخام و البعض الاخر صنع من الخشب .
قواعد الاعمدة :
سارت قواعد اعمدة الدكة وفق ثلاثة انماط وهي :
-1 اعمدة بدون قواعد مثل دكة مبلغ جامع جوهر المعين .
-2 اعمدة ذات قواعد ناقوسية مثل قواعد اعمدة دكة مبلغ جامع شريف باشا الكبير .
-3 اعمدة ذات قواعد مستطيلة و مربعة المسقط مثل دكة مبلغ جامع جوهر المعين .
ابدان الاعمدة :
اخذت ابدان الاعمدة دكة المبلغ هيئة اسطوانية و زخرف بعضها بقنايات رأسية غائرة مثل
اعمدة دكة مبلغ جامع محمد علي باشا .
التيجان :
هناك ثلاث انواع :
-1 التيجان المقرنصة مثل دكة مبلغ جامع جوهر المعين .
-2 التيجان الكورنثاية مثل دكة مبلغ جامع محمد علي .
-3 التيجان الكروية مثل دكة مبلغ جامع محمد المبدول .
اعمدة المنابر :
وسارت ابدانها وفق خمس انواع :
-1 اعمدة ذات الابدان المربعة .
-2 اعمدة ذات الابدان المربعة المزخرفة بقنايات رأسية غائرة .
-3 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية .
-4 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية المزخرفة بقنايات رأسية غائرة .
-5 اعمدة ذات الابدان الحلزونية .
اعمدة الميضآت :
استخدمت اعمدة الميضآت في حمل التغطيات و صنعت جميعها من الرخام .
الابدان :
سارت الابدان وفق ثلاث انواع :
-1 الابدان الاسطوانية .
-2 الابدان المثمنة .
-3 الابدان الاسطوانية المزخرفة بقنايات رأسية غائرة .
اعمدة نواحي الواجهات :
استخدمت الاعمدة الاسطوانية المصنوعة من الحجر بنواحي اركان الواجهات والتي تباينت
في قواعدها وتيجانها .
القواعد :
-1 اعمدة بلا قواعد .
-2 اعمدة ذات قواعد ناقوسية .
-3 اعمدة ذات تيجان مقرنصة .
-4 الاعمدة ذات التيجان الناقوسية .
الاعمدة
هناك تعريفات متعددة للعمود :
العمود في العمارة هو كل قطعة تزيد طولها أكثر من عشر مرات علي طول قطرها
الأصغر ، و تكون متحملة لقوة الضغط .
العمود في المنشآت : هو دعامة رأسية و يقال أعمدة البناء اي جعل له عماداً .
و يري البعض ان العمود هو عبارة عن قائم مستقيم ، قد يكون قطاعه مربعاً او مستطيلاً او
مستديراً او بيضاوياً ، وهو العنصر أو العضو الإنشائي الحامل للكمرات و البلاطات و
الأحمال الثابتة و المحركة في المنشأت ، حيث بني من الحجر أو الطوب أو الخرسانة أو
الخشب أو المعادن و يصمم مقاس قطاعه طبقاً للأحمال الواقعة عليه .
طريقة البناء : كان المعماري يحفر خندق ذو اتساعه مناسب جداً ويملاء قاع هذا الخندق
بارتفاع 5،0 م بالرمال الجافة ، فتمنع هذه الرمال انتشار الحركات الجانبية الناتجة عن
الاحمال العلوية ، ثم انهم كانوا يضيفون طبقة رقيقة من الاحجار فوق طبقة الرمال السابقة ،
ثم يضيفون بعد ذلك كتل حجرية باشكال مختلفة ، يعود بعضها لمباني سابقة .
ويتكون العمود من
القاعدة base : وهي الجزء السفلي من العمود الذي يحمل بدن العمود وهي نقطة ارتكاز
بدن العمود علي الارض ، ويري الباحثين ان الغرض الرئيسي من قاعدة العمود هو توزيع
كم اكبر من قوة الضغط القادمة من اعلي ، وحفظ الاعمدة من الرطوبة و المياه سواء كانت
مياه فيضان او مياه جوفية .وانه اذا اختلفت ابدان الاعمدة في المقاسات امكن من خلال تلك
القواعد تعويض ذلك الاختلاف بالتطويل او التقصير في القاعدة ذاتها .
وقد وضعت بلاطة مربعة اسفل القاعدة في حالات نادرة ربما كان الغرض منها الحصول
علي ارضية صلبة متينة ترتكز عليها القاعدة ، ويري البعض ان فكرة انشاء قاعدة للعمود ما
هي الا ابتكار روماني واطلقوا عليها " كرسي " .
والبدن shaft : ذلك الجزء الممتد من قاعدة العمود حني تاجه وهو صلب الارتكاز الرأسي
واختلفت اشكال وخامات ابدان الاعمدة ، ويجب التأكيد علي فكرة هامة وهي ان كان يحدد
ماهية ونوعية ومسمي الاعمدة هما عنصران معماريان هما شكل البدن ونوعيته و نماذج
التيجان وزخارفها .
التاج Capital : هو قمة العمود زغالبا ما يوجد التاج فيما بين رجل العقد من اعلي وبدن
العمود من اسفل ، وقد يوجد بين الطبلية وبدن العمود ، واهم وظائف التاج هو اضفاء المزيد
من الثبات للعمود .
الوسادة :
هي عبارة عن ذلك الجزء الحجري الذي يفصل بين قمة التيجان وبين الاعتاب العليا الافقية ،
من كتلة واحده و يظهر بشكل مكعب حجري .
العتب :
فهي التي تعلو التيجان فانها في الحقيقة لا تستند فوق التيجان مباشرة ولكنها تستند فوق
الوسائد الحجرية المربعة .
الدعامة :
او ما يسمي ( عمود ارتكاز ) و هو عبارة عن عمود دعامي ترتكز عليه الأحمال الرأسية
الموجودة فوقه أو التي تنتقل اليه و يتوقف قطاعه علي مقدار هذه الأحمال و علي طوله و مادته.
الأسطون :
و أسطون يطلق علي كل دعامة قطرها مستديرتمييزاً لها عن الأعمدة الأربعة ، وخاصة وأن
من عهود مصر القديمة ما كاد يقتصر علي استخدام طراز واحد منهما ، وان لكل منها صفاته و
خصائصه .
ولكن سوف نطلق كلمة عمود علي كل انواع هذه بكافة انواعها ، كما سنطلقها أيضاً علي كافة
انواع الاساطين و ذلك لتتسم الدراسة بتوحيد المسيات و شمول المعني
طرز الاعمدة في الحضارة المصرية :
و عند دراسة العمارة الدينية في مصر القديمة يبدو ان الاعمدة كانت في كل مكان من المعبد
ولكن كان لها اربعة استخدامات :
1- كصفوف أعمدة (بوائك) حول الافنية والابهاء الداخلية (شكل 1 ، 2)
2- كانت تستخدم لتكون مدخلاً لبعض الاروقة
3- لكي تكون مايشبه طريق محوري او طريق المواكب كما في معبد الاقصر (شكل رقم 3)
4- لحمل الاسقف العليا
التصنيف العام للاعمدة المصرية :
-1 اعمدة ذات اصل نباتي . 2 اعمدة ذات اصل هندسي 3 اعمدة ذات الرموز الدينية
التصنيف العام لتيجان الاعمدة المصرية :
-1 تيجان نخيلية . 2 تيجان بردية . 3 تيجان لوتسية . 4 تيجان نبات السوس 0 تيجان - - - -
حتحورية . 6 تيجان عمود الخيمة .
انواع الأعمدة في الحضارة المصرية :
اعمدة ذات اصل نباتي :
نشأت فكرة الأعمدة منذ عصور ما قبل التاريخ ، استخدمت حزم نبات الغاب أركان الكوخ
لحمل السقف ، تطور المصريون بعمارتهم البدائية ، فكانت الأعمدة غليظة من حزم الغاب ،
سيقان البردي _جذوع الأشجار تصف في صف أو صفين في السرادقات النباتية الضخمة ، ثم
حور النجارون هيئات جذوع الأشجار ، فكانت بداية الأعمدة المربعة ، والمضلعة أحيانا ، ، تم
نحتها في شكل سيقان النباتات و زهورها منذ بداية الأسرات .
استخدم الخشب في بادئ الأمرفي أعمدة المباني بمختلف أنواعها )معابد _ القصور _ وغيرها (
ثم استخدمت احجار للمعابد ، وظلت الأخشاب للمباني الدنيوية ، و جدير بالذكر ان قواعد
الأعمدة من الحجر .
أصل استخدام الزهور و أوراق الشجر في زخرفة الدعامات منذ القدم ، أثناء الاحتفالات و
الأعياد الدينية و قد اختار المصري القديم زهرة اللوتس المتفتحة و المقفلة و البردي في تيجان و
سيقان الأعمدة .
وهنا يبادر الي الذهن سؤال هام ، الا وهو لما قد استعان المصري القديم باشكالا نباتية بعينها
ليسبغها علي هذه الاعمدة ؟
فيري البعض ان هذا يعود لفكرة ابعاد الفناء و الذبول التي ترتبط بالنباتات المزهرة حيث
ربطها بعقائد دينية .
ويري انور شكري كثرة استخدام البردي و اللوتس و النخيل لتحلية اعالي الاساطين
والاعمدة لاسباب لاسباب معينة ، لكثرتها ان ذاك بين نباتات مصر "، او لان المصريين
اعجبوا بها اكثر من غيرها من حيث كمال تكوينها وحسن اشكالها او لان منها ما كان
يجنون منها فوائد هامة او بعض المعاني التي تخفي علينا مثل بعض الرمزيات الدينية.
1- الاعمدة الخشبية :
لقد سبقت الاعمدة الخشبية ظهور الاعمدة الحجرية المتعدة وهذه الاعمدة ضيقة عند القاعدة
ممتلئة عند القمة ولها تاج عند القمة وتركب في السقف عن طرق لسان من الخشب ، وبدن
العمود يستضق ويقل سمكه من القاعدة الي القمة و في القمة ما يشبه الوتد يدخل في السقف
و في عصر الدولة القديمة حلت العمارة الحجرية بدلا من النباتية ولكن ظلت الصورة النباتية
في مخيلة المعماري .
.2 الأعمدة البردية :
ظهر منذ الدولة القديمة و استمر حتي الدولة الحديثة تمثل شكل النبات في تحوير زخرفي و
تنقسم إلي نوعين :
أ. اعمدة ذات براعم بردية متفتحة (شكل رقم 1)
ب . اعمدة ذات براعم بردية مقفلة (شكل رقم 2)
الرمزية الدينية للاعمدة البردية :
اما عن الرمزية الدينية لهذه النوعية من الاعمدة ، فطبقاً لنقوش المعابد ، فان هذه
الاعمدة هي بمثابة " ادغال البردي " التي قد نبتت في الارض الازلية و هذه الارض
الازلية هي صالات المعابد و تم هذا في بداية عملية الخلق في ارض وادي النيل ، وهذه
الادغال هي التي قد مشي عليها المعبود عند بداية الخلق ، وعند دراسة عناصر الكون
التي قد خلقها المعبود الاول ، فان كل الاعمدة النباتية قد تنتمي لنظرية ان المعبد
المصري القديم انما هو الكون حيث نري هذه الاعمدة و هي تخرج كبراعم من قواعدها
قليلة الارتفاع تماما مثلما حدث للنباتات عندما خرجت لاول مرة من التل الازلي و فوق
تيجان الاعمدة نلاحظ انتشار الاسقف الحجرية المطعمة و لونت هذه الاسقف بلون ازرق
قاتم و عليه نجوم صفراء ذهبية مضيئة و كان هذا رغبة منه في تقليد السماء ليلا .
ولقد فضل المصري القديم استخدام الاعمدة البردية ذات التيجان المفتوحة ( الناقوسية )
في اماكن معينة في المعبد ، حيث نلاحظها في الاكشاك الجوسق ، كذلك عند بناء صفي
الاعمدة المركزية في بهو الاعمدة و بعض صالات اعمدة المعابد الكبري ، و يري
البعض ان النوع الآخر من الاعمدة من الاعمدة البردية المبرعمة ذات التيجان المنغلقة ،
انما تمثل الليل و غياب الشمس ، حيث يكون المعبد و ساكنوه في حالة راحة و سكون و
سوف يستيقظون بعد فترة في الصباح الباكر ليتقبلوا الصلوات .
ويري محمد الصغير ان استخدام المعماري المصري القديم لهذه الاعمدة البردية انما
كان ليضفي علي المعبد شكل الحديقة ويشع فيه روحها ونفحاتها .
ولعل البعض يتساءل عن اهمية نبات البردي حيث كان القدماء المصرين يقدسون هذا
النبات و يعتقدون ان الزوارق المصنوعة منه تحمي راكب اليم من التماسيح .
ابدان الاعمدة البردية :
يمثل هذا البدن مجموعة نباتات بردي في شكل حزمة مربوطة معاً ويتكون من 8
. سيقان بردية وعند القاعدة ينتفخ البدن اما اسفل التاج يستدق (شكل رقم 3)
تيجان عمود البردي المبرعة :
عبارة عن 8:6 اوراق بردي ولكم في الدولة القديمة عبارة عن 6 اوراق .
.3 الأعمدة اللوتسية :
ترجع الي عصر الدولة القديمة (شكل رقم 4) و استمرت حتي الدولة الحديثة عبارة عن
مجموعة اغصان ذات براعم متضامة _ و تيجان الاعمدة مستوحاة من زهرة اللوتس و هي
ثلاث أنواع :
أ. اعمدة ذات تيجان زهرة اللوتس البيضاء
ب . اعمدة ذات تيجان زهرة اللوتس الزرقاء .
ت . اعمدة ذات تيجان زهرة اللوتس الوردية .
استخدمت هذه الأعمدة بالاكشاك المشيدة في الحدائق و الحقول .
الرمزية الدينية لاعمدة اللوتس :
و في احد النصوص الدينية التي جاءت من معبد دندرة يقول النص : " ان المعبد هو
المكان الذي قد برزت منه المعبود من زهرة اللوتس المقدسة " ، وكان هذا العالم المعبود
" رع" و تعتبر هذه النظرية الدينية هي احدي تلك نظريات التي توضح علاقة المعبود رع
بزهرة اللوتس وارض المعبد .
اما انواع نبات اللوتس في مصر القديمة فيري البعض ان مصر قد عرفت قديما نوعين من
نبات اللوتس الابيض و الازرق ولكن كان النوع الحقيقي المستخدم هو اللوتس الوردي .
ويري ARMOUR ان ارتباط زهرة اللوتس بالشمس عند المصري القديم يعود التشابة
في خروج وريقات هذه الزهرة من محورها وخروج اشعة الشمس من مركزها ، كما ان
تفتح هذه الزهرة و انكماش يرتبط ارتباطا وثيقا و متزامنا مع الشمس .
ويري البعض ان زهرة اللوتس عندما تتفتح و تنكمش فان لذلك ارتباطا وثيقا بفيضان و
نقصان مياه الفيضان و لقد شغلت هذه الفكرة فكر المصري القديم كثيرا و بخاصة في مجال
تصوير بعض الافكار الدينية .
4- الاعمدة النخيلية :
تحوير زخرفي لشكل النخلة من أقدم الطرز للاعمدة و من اجملها يرجع زخرقة الدعامة بسعف
النخيل الي عصر الدولة القديمة حتي الدولة الحديثة (شكل رقم 0)
الرمزية الدينية للاعمدة النخيلية :
لقد عرفت مصر القديمة نوعين من النخيل ، نخيل البلح و نخيل الدوم ، ولقد كانت اشجار
النخيل في العصر المبكر تحيط بمكان معين و هذا المكان هو المكان المقدس لدفنات ملوك مصر
السفلي في مدينة بوتو. وكان وجود النخيل او سعف النخيل في اي مكان يدل علي نوع من
القدسية ووجود نوع من مراسم الدفن الشعائرية .
ولعلنا هنا نتسال عن اسباب اختيار المصري القديم لهذه النوعية من الاشجار ؟ ولعل هذا يعود
لان هذه الاشجار كانت مشهورة ، او تفضيل المصري لها لما لها من هيئة جميلة جدا او لان
هذه الاشجار تتمتع بقيمة و رمزية دينية عالية ، ولقد تميزت شجرة النخيل بنوعيها بانها مثل
معبود الشمس في الصباح ، فهي تقف في مقصورتها و تقدم الغذاء الي رعاياها و لقد عبر الفنان
عن ذلك المنظر باحدي مقابر الاشراف والتي تعود للدولة الحديثة ولقد اظهر الفنان سعف النخيل
بصورة جيدة و كذلك الثمار ولكنه فشل في رسم تجذيعات الساق .
و كان المصريون القدماء يقدمون سعف النخيل مع البلح المجفف بكميات وفيرة قربانا لمعبود
النيل ، كما كانوا يصنعون من السعف الباقات و الاكاليل الجنائزية و يجعلون منه مثوي لبعث
الجثث .
و ذكر ولكنسون ان المصريين كانوا ينثرون السعف في الطرقات التي تمر بها الجنازات ،
ولا يزال بعض المصريين يتبركون به فيحملون الباقات المصنوعة منه الي القبور و يوزعون
ثماره صدقه علي ارواح موتاهم .
وتعتبر شجرة البلح نباتا رمزيا حيث يرمز لمصر العليا ، ولهذا السبب فقد اعتبر عمود
النخيل الحجري من اكثر الاعمدة استخداما في القصور الملكية و بعض الحجرات شديدة
القدسية في بعض المعابد و بخاصة الحجرات المخصصة لعبادة الملك (شكل رقم 6)
ابدان الاعمدة النخيلية :
يستدق كلما ارتفعنا الي اعلي بطريقة طفيفة وكانت ناعمة وقليلة الزخارف .
تيجان الاعمدة النخيلية :
عبارة عن 9 سعفات نخيل جول البدن من اعلي .
الاعمدة ذات اصل هندسي :
.5 الأعمدة المربعة :
ترجع إلي عصر ما قبل الأسرات ، من جذوع الاشجار و منحوتة و محورة في أعمدة مربعة
المقطع ، بسيطة ظهرت بمباني الدولة القديمة و تهدف إلي التعبير عن قوة الدولة ، و
استمرت هذه الأعمدة حتي الدولة الحديثة و قد أضيفت إليها الزخارف و تماثيل الآله
. اوزيريس (شكل رقم 7)
.6 الأعمدة المضلعة (المقننة) :
18 ضلعاً و قد _ تعبر عن مرحلة متقدمة من الأعمدة المربعة و يتراوح عدد الأضلاع من 7
استخدمت بمساكن و حصون الدولة الوسطي و الدولة الحديثة وهي ذات ساق رشيقة ، و
جدير بالذكر ان العالم الأثري شامبليون أطلق عليها اسم طراز الدوري و يعتقد انه اصل
العمود الدوري بالعمارة الاغريقية ، لما بينهما من تشابة .
.7 الأعمدة المستديرة :
ترجع إلي عصر الدولة القديمة ، وهي ذات قواعد مفطرحة علي الأرض و هي ذات سيقان
مستديرة و استمرت حتي عصر الدولة الحديثة و لكن كانت أكثر ضخامة .
.8 اعمدة جد (طراز اوزيرس) :
عبارة عن جذع شجرة تمتد بها الاغصان و يعتقد انه مشتق من شجرة جبيل ، التي اخفت
جثمان اوزيريس ،كان للعمود دور ديني هام يقام له احتفال في بوزريس ابو صير ، وأقدم
نموذج لعمود چد الأوزيري عثر عليه في إحدى مقابر الأسرة الأولي في عزبة الوالدة في
حلوان (حفائر زكي سعد)
9، مما يدل ذلك على أن عبادة أوزير كانت معروفة منذ الأسرة
الأولي,وربما تكون قد نشئت قبلها بزمن طويل,ومعنى ذلك أن عمود چد ليس من اختراع
الأسرة الأولي,ولابد أنه يشير إلى جذور الديانة الأوزيرية منذ عصور ما قبل التاريخ ظهر
. بالمجموعة الجنائزية الخاصة بالملك زوسر بسقارة (شكل رقم 8)
.9 عمود الخيمة (الناقوسي) :
يرجع إلي عصر ما قبل الأسرات ، أصله الدعامة التي كانت تحمل سقف الأكواخ البدائية و
شكل العمود الناقوس ، و ساق اسطوانية رشيقة يعلوها تاج قمعي بحافة مقعرة أو محدبة ،
ويثبت بالسقف خابور .
ابدان اعمدة عمود الخيمة :
البدن املس اسطواني .
تاج عمود الخيمة :
شكلها العام عبارة عن تاج بردي مفتوح
10 اعمدة طراز حاتحور :
و هي ذات ساق اسطوانية يعلوها تاج راس حاتحور( شكل رقم 9) راس ادمى له آذن بقرة
تحمل علي رأسها مقصورة او واجهة منزل و يعني اسم حتحور بيت حورس و منها ما هو
بسيط و منها ما هو مركب .
ابدان الاعمدة الحتحورية :
يعتبر بدن العمود الحتحوري يد الآله السستيروم .
الرمزية الدينية للاعمدة الحتحورية :
تعتبر المعبودة حتحور صاحبة هذه الاعمدة ، واحدة من اقدم المعبودات التي عرفتها
مصر القديمة كما ورد ذكرها في نصوص الاهرام ويري ان تقديس هذه المعبوده قديم جدا
حيث يعود لما قبل الاسرات ، ولكن اقدم مثال لهذه النوعية من الاعمدة يعود بنا لفترة الدولة
الوسطي ، ولكنه يقرر ان التيجان الحتحورية منذ عهد الملك زوسر ، حيث ان خصلة الشعر
علي جانب توضح لنا معني الرمزي او الهدف ولكن الوجة لم يشكل ابدا و ترك علي هيئة
كتلة ، ولكن البعض يرون ان خصلتي الشعر هاتين مختلفين عن حتحور سواء كانت
موجودة علي صلاية نعرمر او علي تلك التيجان الحتحورية ، كذلك يقررون ان اقدم امثلة
للاعمدة الحتحورية والتي تسمي ايضا اعمدة السستروم تؤرخ لفترة الدولة الوسطي حتي ان
هذه التيجان قد وجدت في بعض النقوش الجنزية بجانب المعابد .
وان العمود الحتحوري يتكون من بدن مستدير مزينا براس المعبودة حتحور وان بدن
الاعمدة الحتحورية يمثل مقبض اله السستروم ، ويعتبر السستروم احد الرموز المقدسة
للمعبودة حتحور وكان يستخدم حينما يؤدي طقوس العبادة لها ، واثناء الدولة الحديثة فقد
وضع التاج الحتحوري ايضا فوق بعض الدعامات المربعة ، و هذا ما حدت في معبد حتحور
الصغير في ابو سمبل او سرابيط الخادم ، او يوضع علي اعمدة اسطوانية في الشرفة
الوسطي بمعبد الدير البحري .
و هذه الاعمدة الحتحورية تحمل راس حتحور في كل جانب من جوانبها او في جانبين فقط
، ولكن في كل وجه تراه مزينا في اعلي بما يمثل السيستروم وقد عثر علي الاعمدة
الحتحورية في معابد المعبودات الاناث مثل ( حتحور _ ايزيس _ الملكات ) وايضا في
بيوت الولادة و قد بلغت هذه الدعامات الحتحورية في بعض المعابد البطلمية و الرومانية
حوالي 14 م .
10 . الاعمدة المركبة :
يرجع الي عصر الدولة الحديثة ، الاسرة العشرين اجمل نماذجها بالعصر البطلمي ، عبارة
عن عموج له تاج لوتس يعلوه تاج زنبقي ، ثم تاج بردي يانع و بين التاجين الثاني والثالث
ازهار اللوتس اليانعة في شكل عقد .
الاعمدة الاوزيرية :
تعتبر الاعمدة الاوزيرية ( شكل رقم 15 ) عنصرا معماريا هاما ، و هو مصري اصيل ،
وهو عنصر هام سواء احتوت الدعامة علي تمثال ام لم تحتوي . وتعتبر الاعمدة الاوزيرية
من عناصر العمارة التذكارية ، بجانب وظيفتها الاساسية كدعامة .
كانت هذه الاعمدة و متقنة وعليها نقوش وهذه الاعمدة تتكون من جزئين :
.1 الاول عبارة عن بدن مربع مغطي بالكثير من النقوش .
.2 الثاني عبارة عن تمثال يمثل الملك مشيد المعبد و هو واقفاً مرتديا تيجان وشارات
اوزير المميزة .
والتماثيل هنا تصور الملك واقفا في شكل المعبود اوزير بردائه وشاراته التقليدية و قدماه
جنبا الي جنب و ذراعاه علي صدره لا يظهر منه غير وجهه ويديه ، و تقبضان علي
الصولجان و المذبة و اوزير هنا يقف بشكله المعتاد مستقيما وباقدام مضمومة الي بعضها
البعض و كانت هناك نماذج من الدولة القديمة بالمعابد بشكل بسيط جدا ولكن كانت ذات
احجام بسيطه .
و كان الملك بوجه عام يظهر مرتديا نقبة قصيرة ويضع علي راسه التاج الاحمر او
المزدوج وحيث ان اوزير كان يرتدي فقط رداءا حابكا طويلا وتاجا ابيضا وفي هذه
الحالات فان اسم افلعمود (اوزيري) ليست تسمية صحيحة الي حد ما ، ولكنه يستخدم هنا
مصطلح هنجسي ( شكل رقم 28 ) ، وقد شاع طراز الاعمدة الاوزيرية في عصر
الرعامسة في الافنية المكشوفة وما يقوم مقامها في المعابد الصخرية ، ثم اختفت بعد ذلك.
طرز الاعمدة في العصر اليوناني الروماني :
يوجد في العمارة اليونانية ثلاث طرز اساسية للاعمدة ، و يتكون بصفة عامة من ثلاث
اجزاء رئيسية هي القاعدة و البدن و التاج و الذي يميز في الغالب نوع كل عمود عن الاخر .
• العمود الدوري :
ظهر هذا العمود في اقليم اتيكا منذ القرن السادس ق . م ، وقد انتشر في البداية في
بلاد اليونان الام ، ومنها الي باقي بلاد اليونان .
يتميز هذا العمود بانه ليس له قاعدة (شكل رقم 11) ، وانما يقف مباشرة علي
الاساس ، ويحتوي العمود الدوري علي 20 قناة غائرة تفصل بين كل قناة و اخري
حافة حادة ، ة ينتهي بدن العمود من اعلي في العادة بجزئين او ثلاثة ، وكان العمود
يستدق كلما ارتفع الي اعلي .
اما تاج العمود فيتكون من جزئين اساسيين ، الجزء السفلي مستدير و الجزء العلوي
مستطيل .
• العمود الايوني :
كان العمود الايوني اكثر انتشارا في بلاد اليونان من العمود الدوري و خاصة في
بلاد اليونان الاسيوية ، و ترجع اصوله الي الاشوريين ، وكان العمود الايوني اكثر
تنوعا من العمود الدوري ، حيث كان العمود الايوني في الاساس جزء من زينة المبني
في حين ان العمود الدوري كان يحمل المبني .
يتكون العمود الايوني ( شكل رقم 12 )من قاعدة تتكون من جزئين محددين بقنوات
عرضية حادة ، ويعلو القاعدة بدن العمود الذي يزينه قنوات راسية عددها 24 قناة و
هي قنوات اعمق من تلك التي في العمود الدوري و اكثر رشاقة .
اما تاج العمود الايوني فيتكون من جزئين رئيسيين ، الاول جزء مستدير يعلوه جزء
منحي في الوسط الي اسفل و يكون به زخرفة حلزونية الشكل من الجانبين و الذي
تظهر بداخل هذا الشكل احيانا وردة و يطلق علي هذا الجزء اسم canabes .
• العمود الكورنثي :
كان العمود الكورنثي من اختراع الفنان كاليماخوس ، وترجع تسميته الي مدينة
كورنثا في بلاد اليونان ، و قد ظهر العمود الكورنثي علي واجهات بيوت المال
الكورنثية في القرن السادس ق . م في مدينة دلفي ، وكان يحمل في البداية تيجان
ناقوسية ذات بتلات مخددة راسيا (شكل رقم 13) و منحنية صوب الخارج و مصممة
كي تحمل الوسائد المربعة ، وكان في هذه الفترة يكتفي بنقش نبات الاكانتش بدلا من
نحته من الفترا التالية ، واقدم مثال معروف من هذا الطراز وجد في معبد ابوللو في
مدينة باساي .
التاج الكورنثي ذو الزخاف المنحوتة نحتا بارزا فقد ظهر في معبد ابوللو ، ومن اهم
ما يميز هذا العمود انه يشبه الجرس المقلوب ، و هو ماخوذ من التيجان المصرية
الناقوسية ، كما ان التاح مزخرف بنبات الاكانتس ، حيث تبرز في كل جانب ورق
اكانتوس تنتهي حلزونية .
العمود الابوني المركب :
لم ينتشر العمود الاوني في بلاد اليونان مثل الاعمدة الثلاثة الاخري ) ) شكل رقم 14
، ولكنه اقتصر استخدامه علي شمال اسيا الصغري ، وهو يتكون من شكلين حلزونيين
كل شكل منهما ينمو من العمود في ناحيتين و بينهما زخارف نباتية .
عمود السواري :
كاان العماود موضاع إعجااب الجمياع لضاخامته وتناساق أجزائاه .. وكانات المنطقاة
التي يقع فيها العمود محط الأنظار والاهتمام في الزمن القديم.
أقاايم عمااود السااواري فااوق تاال باااب ساادرة بااين منطقااة ماادافن المساالمين الحاليااة
والمعروفة باسم )العمود ( وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية .
وقااد عاارف تاال باااب ساادرة )الااذي يقااع فوقااه العمااود( منااذ أيااام الإسااكندر بأناااه
" أكر وبوليس الإسكندرية " أي المكان المرتفع الحصين الذي تقوم علياه أهام آثارهاا
ومعابدها وهو نفس الموقع الذي كانت تحتله قرية راكوتيس الفرعونية .
عرف عمود السواري ( شكل رقام 10 ) خطاأ مناذ الحاروب الصاليبية باسام عماود"
بومبي " ويرجع هذا الخطأ إلى أن الأوربيين ظنوا أن رأس باومبي القائاد الرومااني
الذي هرب إلي مصر فراراً من يوليوس قيصر وقتله المصريون ظنوا أن رأساه قاد
وضعت في جرة جنائزية ثمينة ووضعت فوق تاج العمود .
كما عرف العمود باسم " عمود ثيودوسيان ( في العصر البيزنطي )
وتعود تسمية العمود باسم عمود السواري إلى العصر العربي حيث يعتقاد أنهاا جااءت
نتيجاة ارتفااع هاذا العماود الشااهق باين 455 عماود أخارل والتاي تشابه الصاواري
صاواري السافن ( ولاذلك أطلاق علياه العارب " عمود الصواري" .. السواري فيماا
بعد.
يقع عمود السواري فاي مكاان متوساط فاي بهاو معباد السارابيوم ( وهاو المعباد الاذي
سمي في أياام العرب بقصر الإسكندرية ).. ويقاع العماود فاي مكاان باارز باين الآثاار
القائمة على ذلك التل المرتفع مما يسمح برؤيته من مكان بعيد .
صنع عمود السواري من حجر الجرانيت الأحمر .. وجسم العمود عبارة عن قطعة
تم استخدام مجموعة من الأحجار المختلفة الأشكال والتواريخ فاي إقاماة أساساات هاذا
النصااب التااذكاري الهااام.. يرجااع بعضااها إلااى مباااني قديمااة .. منهااا قاعاادة تمثااال ماان
الحجر الأسود الضارب للخضرة .
لم يتم تحديد تاريخ إنشاء هذا العماود علاى وجاه الدقاة لكناه يعاود للعصار الرومااني ..
وقيل أن هذا العمود اهدي للمسيحية بعد انتصارها في الإسكندرية .
الاعمدة في العصر البيزنطي :
كانت الاعمدة البيزنطية غالبا من قطعة واحدة من الرخام المختلف الآلوان ، وتيجان هذه
الاعمدة كانت من الرخام الابيض كما كانت غنية بالحليات اما تفاصيل هذه التيجان فكانت
علي اساس الاعمدة الرومانية من ايونية وكورنثية و مركبة ، فتاج العمود الكورنثي كان
الشكل الاساسي الذي تطور منه تاج العمود البيزنطي في الفترات المسيحية المبكرة ،
وتوجد امثلة من القرن الرابع و الخامس الميلادي تظهر هذا التطور بوضوح علي الرغم
من التشكيلات المتنوعة لاوراق الاكنتس .
وكان يتخلل العمارة الداخلية للكنيسة أعمدة كثيرة لحمل أو المساعدة على حمل القبو
الرئيسى للكنيسة ، وقد تقام أعمدة أخرى للمساعدة على حمل السقف المقام بجانب
القبو الأساسى المغطى لبناء الكنيسة ، ولإضفاء معانى الهيبة والوقار والجلال
المتولد عن كثرة الأعمدة المقامة بداخل المبنى .
وهذا التعديل في تاج العمود البيزنطي انا ترجع لسببين اساسيين . السبب الاول يرجع
الي ضرورة معمارية حيث استبدلت الجوانب المستقيمة لتاج العمود التي للطراز
الاغريقي القديم بجوانب منحنيه للداخل (محدبة) ليصبح اكثر قدرة علي حمل كتلة ارجل
القوس ، و السبب الثاني : يرجع الي التغييرات التي حدثت في الاحساس البيزنطي و
اساليب التقنية حيث اختفت المعالجة المرنة لاوراق الاكنتس واصبحت تنحت غير مجسمة
حيث يلعب الظل و النور دورا هاما في النحت ، كما استخدمت المثقبات عن طريق الحفر
العميق في الارضية بالمثقبات لاظهار التصميم المطلوب .
و في مراحل التطور التي مربها تاج العمود البيزنطي ظهرت وحدات زخرفية اخري
اخذت تحل محل اوراق الاكنتس بالتدريج ، والذي ظل مستخدما في الشرق المسيحي
ولكن اساليب تنفيذه اصبحت مختلفة وتنوعت معالجة شكل الورقة مع ظهور تصميمات
جديدة من الضفائر و السلال و المعينات و المضلعات ، واشرطة متوازية من الزجزاج
واوراق العنب ، ورسوم الصلبان وكل هذه الوحدات الزخرفية و التصميمات المتنوعة
انتجت بكثرة منذ بداية الاتجاه الي النحت البارز بدلا من النحت المجسم ، وبلاشك ان
انتشار هذه التصميمات في زخرفة تاج العمود البيزنطي يرجع الي التأثير السوري
الواضح علي النحت البيزنطي ، وظهرت هذه التصميمات بكثرة علي المنحوتات الحجرية
والخشبية التي نسبت الي سوريا .
وتعتبر الفترة ما بين القرن الرابع و القرن السابع الميلادي اكثر اهمية في تطور تاج
العمود البيزنطي .
ويتكون طراز جديد من التيجان عبارة عن أربعة أوجه للتاج يتوسط كل تاج
شكل زخرفى للصليب يحيطهم مجموعة محورة من أوراق الأكنتس.
- كما إبتكر طراز جديد من تيجان الأعمدة عبارة عن مجموعة من الشرائط
مجدولة بطريقة هندسية زخرفية أقرب إلى شكل السلال .
- كما ظهر طراز من تيجان الأعمدة سميت "التيجان المخرمة " وهى عبارة
عن ورقات صغيرة ذات أفرع فى تكوين أقرب إلى شكل التاج الكورنثى
ولكن صغر هذه الوريقات وكثرة الفراغات بينها جعلها أقرب إلى الخروم.
- ومن السهل الإحساس بالأثر الشرقى فى إتجاه هذه التيجان نحو التبسيط
الزخرفى بدلا من الإتجاه نحو الصدق فى التمثيل الطبيعى الذى كان من
سمات الطراز الإغريقى الرومانى القديم .
- ومالبثت ان اختفت من تاج العمود البيزنطي الوحدة المنتظمة التي اتسمت بها
الطرز الكلاسيكية لتبدو اشكالاً متنوعة .
امثلة :
وللقرن الرابع الميلادي و الطراز الاكثر شيوعا تاج عمود نسب لفترة ثيودوسيوس
من ورق الاكنتس ( شكل رقم 16 ) وتظهر فيه الصفات الهلينستية اقل وضوحا ،
و ورقة الاكنتس هنا منحوته بالنحت البارز قليلا دون تجسيم و تظهر الورقة هنا
محورة مع استمرار الحلزونات اعلي تاج العمود التي تظهر في العمود الكورنثي .
كما يظهر في تاج العمود ذات الطراز الكورنثي الروماني المعروف باسم " تاج
اوراق الاكنتس في مهب الريح " وينسب للقرن الخامس الميلادي .
وللقرن السادس الميلادي تاج عمود بيزنطي محفوظ الآن في المتحف العثماني
(شكل رقم 17 ) يظهر فيه نحت حصانين مجنحين ، و تظهر فيه القوة والرشاقة و
الدقة ، ويشبه العمود الكورنثي الروماني .
وهناك اعمدة لفترة جستنيان تظهر الميل اكثر الي الزخرفية ويتجلي فيها الطراز
البيزنطي بوضوح ، ومن كنيسة ايا صوفيا الي ترجع الي القرن السادس الميلادي
تاج عمود يظهر فيه زخارف التوريقات المتشابكة من اوراق الاكنتس ( شكل رقم
. 18)
ومن كنيسة القديس فيتال في راميتا تاج عمود بيزنطي يظهر فيه اسلوب النحت
بالظل والنور علي اثنين من جوانبه تصميم لمزهرية تنطلق فيها افرع نباتية
واوراق نباتية متشابكة ومكررة ( شكل رقم 19 ) ، وهنا تظهر المميزات الشرقية
بوضوح في الميل الي الزخرفة و التكرار و التماثل ، وهناك امثلة وفيرة أخري في
سالونيك وغرب اسيا الصغري ، والقسطنطينية ، واليونان كلها تظهر الاسلوب
البيزنطي بوضوح في اسلوب النحت و الاحساس التشكيلي العام الشرقي .
الاعمدة في العصر القبطي :
قد استخدم الاقباط الاعمدة الرومانية ، غير انهم اضافوا اليها كثير اً من العناصر ذات
الدلالة الدينية ( الرمزية ) ، كما كثر استخدام اوراق الاكانتس في تيجان الاعمدة ، و زاد
التصرف في هذه الاوراق مع اختزال اعداد منها ، كما وجدت انواع اخري من التيجان ذات
الزخارف الهندسية مثل زخارف السلال التي اضيفت لها صلبان ، كما وجدت تيجان تزينها
مناظر طيور و حيوانات ذات مدلولات دينية ، كما تميزت الاعمدة القبطية باستخدام مادة
الحجر بشكل كبير في صناعتها .
قد استخدمت في العمائر القبطية انواع مختلفة من الاعمدة و الدعامات بعضها يرجع للفترة
المبكرة ( أي قبل الفتح الاسلامي ) و البعض الآخر يرجع للعصر الاسلامي .
ويتألف العمود القبطي من ثلاثة اجزاء كما هو معتاد في اشكال الاعمدة ذات الطرز
الاخري المختلفة ، ويتميز العمود القبطي ببساطة بخارف تاجه ، بعناصر زخرفية مميزة ،
علي انه استخدم في الكنائس و الاديرة المصرية اعمدة بسيطة للغاية حتي ان بعضها يقوم
بدون قواعد أي ترتكز علي الارض مباشراً ، وكانت الزخارف علي الاعمدة عبارة عن
بعض الكتابات القبطية و الزخرفة النباتية مثل الاكنتس وزخارف نباتية مجدولة ملتفة حول
بدن العمود ، واحيانا استخدم زخارف الفرسكو ذات الطابع الديني ، كما حفر علي بدن
العمود نفسه بعض مناظر القدسيين .
انواع الاعمدة في العصر القبطي :
يمكن القول بان الاعمدة القبطية التي تدخل في مجال منحوتات الفن القبطي لها طابع
خاص و مميز اذ تختلف في طرازها واساليبها الفنية عن الاعمدة الفرعونية و اليونانية و
الرومانية و ايضا عن الاعمدة الساسانية و اعمدة العصر الاسلامي .
والواقع اننا لا نجد في الكنيسة القبطية بمنطقة مصر القديمة عمود واحد يتضح لنا فيه
مميزات العمود القبطي اذ ان كل اعمدة كنائس المنطقة منقولة من المعابد الوثنية القديمة
التي يتوافر لتيجانها الانماط الايونية و الكورنثية والدورية .
بعض الاعمدة في العصر القبطي بدون قواعد علي الاطلاق وفي بعض الاحيان يرتكز
العمود علي قاعدة مربعة او مستطيلة الشكل بها زخارف نباتية وهندسية محورة و متحدة
مع اشكال الصلبان .
الاعمدة في العصر القبطي :
بدن العمود : في كثير من الاحيان يخلو البدن من وجود زخارف الا ان هناك
مجموعة من ابدان الاعمدة القبطية تتميز بوجود زخارف مختلفة ( شكل رقم 21)
عليها جمعت بين الكتابات الرمزية القبطية و الزخارف النباتية التي لعبت فيها
اوراق الاكانتس الدور الرئيسي في هذه العناصر الزخرفية خاصة حينما تضم بين
اوراقها اشكال مختلفة من الصلبان ، ويضاف الي ذلك مجموعة اخري كبيرة من
جذوع النباتات ذات شكل مجدول تلتف حول البدن ، وقد لجاء الفنان الي اسلوب
اخر في زخرفة ابدان اعمدته حيث عمد اعلي رسم مناظر الفرسكو عليها مشاهد
آدمية من قديسيين و رسل محاربين ، واحيانا كانت الابدان خالية من الزخارف
. ( شكل رقم 21)
والواقع ان تاج العمود القبطي هو الجزء الاكثر تمييزاً بالنسبة للعمود وقد اتخذ هذه
التيجان اشكالا زخرفية كثيرة متنوعة مثل الرموز الدينية المسيحية البحتة التي
تشير الي مضمون وجوهر المعتقدات الدينية المسيحية ، علي انه يمكن تقسيم
تيجان الاعمدة القبطية الي نوعين مختلفين لكل نوع عناصره الزخرفية وتشمل
المجموعة الاولي تيجان الاعمدة ذات الزخارف النباتية و الهندسية ، اما
المجموعة الثانية فهي للتيجان ذات الزخارف الادمية والحيوانية ، وان كان هذا
لايمنع من ان نجد علي بعض التيجان القبطية القليلة كل العناصر الزخرفية
السابقة مجتمعة .
النوع الاول : التيجان ذات الزخارف النباتية والهندسية :
الزخرفية التي انتجها الفنان القبطي خلال القرن السادس و السابع الميلادي رغم ان كثيرا
من الباحثين يرجعون خصائص هذا النوع ان الانماط الفرعونية التي امتد تأثيرها الي حد
كبير في الفن القبطي ، بل انهم يعتبرون تطور كل العناصر النباتية التي جاءت علي
زخارف التيجان القبطية اشتقت اساسا من ورقة اللوتس المصرية القديمة التي كانت هي
السمة الغالبية لتيجان الاعمدة الفرعونية .
كما لعبت اوراق الاكنتس دورا هاما في زخرفة الافاريو و الكرانيش القبطية وعلي
تيجان الاعمدة القبطية خاصة تاج العمود الكورانثي ، حيث يلاحظ في القرن الرابع انها
كانت ماتزال قريبة من الاسلوب الكلاسيكي حيث نحتت باسلوب يظهر التغيير المنتظم بين
الفاتح والداكن مع اختفاء الخلفية وشيئا فشيئا اخذت الورقة الجافة تحل محل الورقة الممرنة
الخاصة بالعصر الروماني والهلينستي واخذت الحلزونات في الاختفاء مع ظهور خطوط
داخل الورقة و مع بداية القرن الخامس اصبحت الورقة اكثر استطالة ، ممتدة ، ودقيقة ،
ومدببة واطرافها متدلية .
كما شملت زخارف نباتية اخري مثل الغارة عناقيد العنب واوراق و سعف النخيل
وحبات الثمار المختلفة بالاضافة الي بعض الزهور وجذوع و سيقان النباتية ، وقد زاد من
روعة زخارف هذه المجموعة ما لجأ اليه الفنان في بعض الاحيان من تلوين هذه الزخارف
خاصة باللون الاخضر و اللون الاحمر .
1 تاج عمود مركب ، منقوش بزخارف تمثل اوراق الاكانتس المحورة ، ولا تزال -
تحتفظ ببقايا اللون الاخضر . وتزدان قاعدته بوريدات ، وبزهرات رباعية
الوريقات و بزخارف متعرجة . وتتخذ قاعدة التاج شكل سلة ضحلة منقوشة
بزهرات رباعية الوريقات وبزخارف متعرجة ( شكل رقم 23)
استخدم الفنان القبطي زخرفة اوراق النخيل علي منحوتاته ، ويرمز سعف
النخيل في المسيحية الي انتصار الشهيد علي الموت ، كمان ان الانبا بولا
رئيس المتوحدين كان يصنع ملابسه من اوراق النخيل .
زخرفت حبات اللؤلؤ ورقة الاكنتس بشريط من اللؤلؤ ، وايضا الاطار اسفل
التاج .
وتميزت التيجان القبطية بزخارفها الهندسية المجدولة علي شكل سلال ،
وتنتمي تيجان السلال الي فترة حكم جيستنيان وتعد من تأثيرات في البلاط
البيزنطي .
1 تاج عمود شكل علي هيئة سلة او زهرية ، وتتكون زخارفه من اوراق الكروم -
وعناقيد العنب و لونت الاغصان المتشابكة باللون الاحمر ، والاوراق باللون
البني .ويعتبر هذا التاج من اجمل تيجان الاعمدة القبطية عبارة عن زخارف
مكونه من الاغصان المتشابكة التي تحصر بداخلها عناقيد وارواق العنب ويحيط
باسفل تاج العمود شكل حبات اللؤلؤ وحدة زخرفية هندسية متكررة ( شكل
رقم 24)
النوع الثاني : التيجان ذات الزخارف الادامية
والحيوانية :
يغلب علي زخارف تيجان هذا النوع الاشكال الادامية والحيوانية ومناظر الطيور( شكل
رقم 25 ) بالاضافة الي بعض العناصر الزخرفية القليلة التي جمعت بين العناصر النباتية
والاخري الهندسية.
هناك بعض الاعمدة التي ظهر الكبش علي بعض تيجان الاعمدة اذ انه يرمز
الي السيد المسيح الذي ضحي بنفسه من اجل خلاص العالم ، لذلك كان الكبش رمز
للقوة .
مثال :
-1 تاج عمود من حيث يحيط بقاعدة العمود تاج العمود حزام عليه زخارف متكررة مثل
اسنان المنشار . ويحاكي الجزء السفلي من التاج سلة مسطحة من الخيزران ، ويزدان
اركان الجزء العلوي برؤوس الكباش ، اما المساحات التي بين رؤوس الكباش
فمزخرفة تارة بطاووس يعلوه صليب ، وتارة اخري بسلة فاكهة ونحتت قنازع
الطواويس وذيولها في آلية و تكرار( شكل رقم 26)
الاعمدة في العصر الاسلامي :
ان الاعمدة من اهم العناصر المعمارية الانشائية بالمباني والمساجد خاصة .. والمساجد
الاولي التي بناها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ، والمساجد التي بنيت علي نحوها ، كانت اساسا
من مجموعة من الاعمدة المصنوعة من جدوع النخيل لتحمل السقف المصنوع من جريد
النخل .
وجد الصانع العربي في رصيده من الحضارات القديمة مامكنه من ان ينوع اشكال
الاعمدة و زخرفتها ، فالعمود الاسلامي لا يختلف في عناصره التي تتكون من ثلاثة اجزاء
رئيسية كما في الاعمدة الاخري وهي القاعدة و البدن و التاج . وقد صنعت الاعمدة
الاسلامية في اغلب الاحيان من الرخام او الحجر الجيري و في بعض الاحيان من
الجرانيت ، الا ان العمود الاسلامي يختلف تماما عن سائر الاعمدة في العصور السابقة في
شكله و طرز زخارفه .
و في بداية الامر استعملت الاعمدة ذات الطراز المختلفة المنقولة من الكنائس و المعابد
و العمائر و في جامع عمرو بالفسطاط امثلة من هذه الاعمدة مختلفة الطرز .
ثم اتخذ المسلمون اعمدة وتيجانا من مبتكراتهم ، فعرفوا الاعمدة ذوات البدن الاسطواني
و ذوات البدن المضلع تضليعا حلزونيا وذوات البدن المثمن ، وقد استعاض المعمار في
بعض الاحيان في اقامة سقوفه و بوائكه علي دعامات من البناء بدلا من الاعمدة مثلما في
جامع احمد بن طولون( شكل رقم 27)
في العصر العباسي كانت التيجان مرواح نخيلية و اوراق العنب الخماسية ، واوراق تشبه
اللوتس ثلاثية الفصوص ، في حين يظهر في عمود آخر زخارف عناصر نباتية تجريدية
متعددة بطريقة النحت المائل او المشطوف .
كما عرف الفنانون الاسلاميون تيجانا بصلية الشكل وتيجانا تشتمل علي صف الوريقات
النباتية تتصل في جزئها السفلي ثم تنتشر ، فتؤلف صف من الزخارف النباتية البديعة .
وهناك نوع آخر من التيجان الاسلامية انتشر انتشارا كبيرا و هي التيجان التي تتآلف من
المقرنصات او الدلات ، كما انتج الفنان تيجانا أخري منها ما كان علي شكل او ما ينتهي
اسفله بحلقه من الحبيبات الدائرية .
مادة الاعمدة : الاعمدة الرخامية و قد كانت الاكثر انتشاراً مثل اعمدة بوائك جامع حسن
باشا طاهر .
والنوع الثاني : الاعمدة الجرانيتية : وهي الاعمدة المصنوعة من الجرانيت .
قواعد اعمدة البوائك :
سارت قواعد الاعمدة وفق خمسة انماط هي :
1- اعمدة بلا قواعد مثل قواعد بوائك جامع ابي درع .
2- اعمدة ذات قواعد مربعة مثل قواعد بوائك جامع حسن باشا طاهر .
3- اعمدة ذات قواعد مستطيلة و مربعة المسقط مثل قواعد بوائك جامع الامام
الشافعي .
4- اعمدة ذات قواعد مربعة يعلوها بدن منتفخ مثل قواعد بوائك جامع سليمان اغا
السلحدار .
5- اعمدة ذات قواعد ناقوسية مثل قواعد بوائك جامع حسن باشا طاهر .
الابدان :
تنقسم ابدان اعمدة البوائك الي اربعة انواع :
1- ابدان اسطوانية وهي الاكثر شيوعا باعمدة بوائك المساجد وقد عرفت منذ القدم في
العمائر الرومانية و البيزنطية و المصرية .
2- ابدان اسطوانية مسلوبة لاعلي مثل ابدان اعمدة بوائك جامع الامام الشافعي .
3- ابدان حلزونية مثل ابدان اعمدة بوائك جامع جوهر المعين .
4- ابدان مثمنة مثل ابدان الاعمدة الحاملة لقبة ميضأة بمدرسة السلطان حسن .
التيجان :
توجد اعمدة البوائك بثمانية انواع من التيجان هي :
1- اعمدة ذات التيجان الكورنثية مثل تيجان اعمدة بوائك جامع جوهر المعين
الاعمدة ذات التيجان الدورية مثل تيجان اعمدة بوائك جامع ابي درع .
-3 29 ( مثل تيجان اعمدة بوائك حرم _ الاعمدة ذات التيجان الايونية) شكل رقم 28
جامع سليمان اغا السلحدار .
-4 . الاعمدة ذات التيجان المركبة ( شكل رقم 31)
-5 الاعمدة ذات التيجان الكروية مثل تيجان اعمدة بوائك جامع جوهر المعين .
-6 الاعمدة ذات التيجان الناقوسية مثل تيجان اعمدة بوائك لجامع شريف باشا الكبير .
-7 اعمدة ذات التيجان الاندلسية المزخرفة بزخارف نباتية هندسية مثل تيجان اعمدة
بوائك جامع الامام الشافعي .
اعمدة المحاريب :
استخدمت الاعمدة في اغلب الاحيان تكتنف دخلات المحاريب .
القواعد سارت وفق خمس انماط :
-1 اعمدة بلا قواعد مثل محراب جامع القبر الطويل .
-2 اعمدة ذات قواعد ناقوسية مثل قاعدتي عمودي محراب جامع حسن باشا طاهر .
-3 اعمدة ذات قواعد مربعة مثل قاعدتي عمودي جامع الجوهري .
-4 اعمدة ذات قواعد مقعرة( شكل رقم 31) مثل قاعدتي عمودي محراب جامع محمد
علي .
-5 اعمدة ذات قواعد كروية مثل قاعدتي عمودي محراب جامع جوهر المعني .
الابدان :
اعمدة المحاريب سارت وفق ثلاثة انواع :
-1 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية و هو النوع باغلب ابدان اعمدة المحاريب .
-2 اعمدة ذات الابدان المثمنة ( شكل رقم 32 ) بدني عمودي محراب المصلاة الملحقة
بجامع الجوهري .
-3 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية المزخرفة بقنايات راسية غائرة محصورة بين
نتوءات بارزة مثل بدني عمودي مدمجين بمحراب جامع العقاري .
التيجان :
توجد اعمدة المحاريب وفق ستة انواع من التيجان :
-1 اعمدة ذات التيجان الدورية مثل تاجي عمودي محراب جامع حسن باشا طاهر .
-2 اعمدة ذات التيجان الكورنثية مثل تاجي عمودي محراب جامع بشتاك .
-3 اعمدة ذات التيجان الكروية مثل تاجي عمودي محراب جامع جوهر المعني .
-4 اعمدة ذات التيجان الآيونية مثل تاجي عمودي محراب جامع حسين باشا ابي
اصبغ .
-5 اعمدة ذات التيجان المقرنصة مثل تاجي عمودي محراب جامع السيدة نفيسة .
-6 اعمدة ذات التيجان الناقوسية مثل تاجي عمودي محراب جامع الشامية .
اعمدة دكة المبلغ :
استخدمت الاعمدة في بعض دكك المبلغين و تنوعت مادتها وتكوينها .
مادة الاعمدة :
صنعت بعض الاعمدة من الحجر مثل الرخام و البعض الاخر صنع من الخشب .
قواعد الاعمدة :
سارت قواعد اعمدة الدكة وفق ثلاثة انماط وهي :
-1 اعمدة بدون قواعد مثل دكة مبلغ جامع جوهر المعين .
-2 اعمدة ذات قواعد ناقوسية مثل قواعد اعمدة دكة مبلغ جامع شريف باشا الكبير .
-3 اعمدة ذات قواعد مستطيلة و مربعة المسقط مثل دكة مبلغ جامع جوهر المعين .
ابدان الاعمدة :
اخذت ابدان الاعمدة دكة المبلغ هيئة اسطوانية و زخرف بعضها بقنايات رأسية غائرة مثل
اعمدة دكة مبلغ جامع محمد علي باشا .
التيجان :
هناك ثلاث انواع :
-1 التيجان المقرنصة مثل دكة مبلغ جامع جوهر المعين .
-2 التيجان الكورنثاية مثل دكة مبلغ جامع محمد علي .
-3 التيجان الكروية مثل دكة مبلغ جامع محمد المبدول .
اعمدة المنابر :
وسارت ابدانها وفق خمس انواع :
-1 اعمدة ذات الابدان المربعة .
-2 اعمدة ذات الابدان المربعة المزخرفة بقنايات رأسية غائرة .
-3 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية .
-4 اعمدة ذات الابدان الاسطوانية المزخرفة بقنايات رأسية غائرة .
-5 اعمدة ذات الابدان الحلزونية .
اعمدة الميضآت :
استخدمت اعمدة الميضآت في حمل التغطيات و صنعت جميعها من الرخام .
الابدان :
سارت الابدان وفق ثلاث انواع :
-1 الابدان الاسطوانية .
-2 الابدان المثمنة .
-3 الابدان الاسطوانية المزخرفة بقنايات رأسية غائرة .
اعمدة نواحي الواجهات :
استخدمت الاعمدة الاسطوانية المصنوعة من الحجر بنواحي اركان الواجهات والتي تباينت
في قواعدها وتيجانها .
القواعد :
-1 اعمدة بلا قواعد .
-2 اعمدة ذات قواعد ناقوسية .
-3 اعمدة ذات تيجان مقرنصة .
-4 الاعمدة ذات التيجان الناقوسية .
1 التعليقات:
التعليقاتشكرا للمعلومات بس ممكن مصادر عن الموضوع ؟
رد